أفاد مراسل الجزيرة في اليمن بأن السلطات اليمنية ألقت القبض على ثلاثة من عناصر القاعدة في منطقة علب على الحدود السعودية اليمنية، وبحوزتهم أسلحة ومتفجرات ومنشورات. يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان مصادر أمنية يمنية التعرف على خمسة من القتلى الستة الذين سقطوا في الغارة الجوية على تنظيم القاعدة التي وقعت أمس بشمال البلاد، وكشفت أنها تجري مفاوضات من أجل استسلام رجل الدين اليمني الأميركي أنور العولقي. وأكدت هذه المصادر مقتل المسؤول العسكري للتنظيم في جزيرة العرب قاسم الريمي والقيادي الآخر في التنظيم عايض الشبواني، مشيرة إلى أن الشبواني كان أحد أخطر أعضاء القاعدة والذي وفر مخبأ ومركزا للتدريب لمسلحين آخرين في مزرعته بمحافظة مأرب. مقتل الريمي يشكل ضربة قوية للقاعدة في شبه الجزيرة العربية (الفرنسية-أرشيف) وقالت المصادر نفسها إن المنظر الأيديولوجي للتنظيم في اليمن أبو أيمن المصري -وهو مصري الجنسية ويعرف أيضا باسم صالح الجوفي في اليمن- وقياديين آخرين في التنظيم هما عمار الوايلي وصالح التيس كانوا بين قتلى الغارة التي استهدفت سيارتين كانتا على الطريق بين محافظتي صعدة والجوف وتقلان ثمانية مسلحين ربما نجا اثنان منهم. وأشارت إلى أن الريمي والشبواني والوايلي والتيس مطلوبون لدى أجهزة الأمن اليمنية والأميركية. وقال الباحث في الشأن اليمني بجامعة برنستون غريغوري جونسون إن مقتل الريمي إذا تأكد سيمثل ضربة قوية للغاية للقاعدة في شبه الجزيرة العربية رغم أنه لن يؤدي بالضرورة إلى انهيار التنظيم بأكمله، مضيفا أنه “أخطر عنصر في التنظيم على الإطلاق استنادا إلى تاريخه وتصريحاته ودوره، لقد حارب في أفغانستان وكان عاملا رئيسيا في إعادة بناء التنظيم وتخطيط وتنفيذ هجمات”. تفاوض تأتي هذه الغارة في وقت تجري فيه السلطات اليمنية مفاوضات من أجل استسلام رجل الدين اليمني الأميركي أنور العولقي الذي قيل إنه تبادل رسائل إلكترونية مع الأخصائي النفسي بالجيش الأميركي الرائد نضال مالك حسن الذي قتل 13 شخصا في قاعدة عسكرية بتكساس في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. صنعاء تسعى لإقناع العولقي بالاستسلام مقابل عدم تسليمه لواشنطن (الفرنسية-أرشيف) وأضافت أن مسؤولين يجرون محادثات مع أفراد من قبيلة العولقي في محافظة شبوة النائية حيث يعتقد أنه مختبئ، في محاولة لإقناعه بالاستسلام مقابل عدم تسليمه للولايات المتحدة. يشار إلى أن اليمن رجح في ديسمبر/كانون الأول الماضي أن يكون المشتبه به العولقي قضى في غارة جوية يمنية، إلا أن ذلك لم يتأكد على الإطلاق. وأعلن اليمن حربا مفتوحة على القاعدة يوم الخميس، وحذر مواطنيه من مساعدة الجماعة. وقد أرسلت الحكومة قوات الجيش هذا الأسبوع للانضمام إلى حملة ضد التنظيم في ثلاث محافظات. وتزامن ذلك مع دعوة رئيس لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ الأميركي كارل ليفن بلاده للجوء إلى طائرات من دون طيار لشن غارات جوية وعمليات سرية لضرب تنظيم القاعدة في اليمن. ويدور جدل في الولاياتالمتحدة حول إمكانية التدخل عسكريا بشكل مباشر في اليمن لضرب تنظيم القاعدة، بعد محاولة تفجير فاشلة تعرضت لها طائرة ركاب أميركية كانت متجهة إلى ديترويت يوم 25 ديسمبر/كانون الأول الماضي ونفذها النيجيري عمر فاروق عبد المطلب، الذي اعترف لاحقا بأنه تلقى التدريب والتجهيز في اليمن. لكن صنعاء رفضت أي تدخل عسكري أجنبي في أراضيها، وأفتى رجال دين يمنيون بالجهاد في حال حدوث هذا التدخل، في حين أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما مؤخرا أنه لا يعتزم إرسال قوات إلى هذا البلد. وأكدت وزارة الخارجية البريطانية الجمعة أن مؤتمرا دوليا حول اليمن تستضيفه بريطانيا سيُعقد يوم 27 يناير/كانون الثاني الحالي بدلا من الثامن والعشرين منه كما كان مقررا.