قال كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي محمد أوزين ، اليوم الأربعاء، إن الأسباب التي أدت إلى انسحاب المغرب من منظمة الوحدة الإفريقية سابقا، سنة 1984 ، ما زالت قائمة. غير أن أوزين أكد بالمقابل على أن صوت المغرب حاضر في عمق القارة الإفريقية من خلال علاقات التعاون الثنائي والجهوي التي تربطه بالعديد من بلدان القارة. وأوضح كاتب الدولة في معرض رده على سؤال شفوي بمجلس النواب حول تقييم الحكومة لسياسة المقعد الشاغر في منظمة الاتحاد الإفريقي، تقدم به فريق الأصالة والمعاصرة، أن المغرب، وبتوجيهات ملكية سامية، جعل التعاون مع البلدان الإفريقية ضمن أولويات دبلوماسيته في سياق التعاون جنوب – جنوب. وكان المغرب قد انسحب من منظمة الوحدة الإفريقية (التي أصبحت تحمل إسم الاتحاد الإفريقي) احتجاجا على اعتراف هذه الأخيرة بالجمهورية الصحراوية المزعومة. وأشار أوزين إلى أن الزيارات التي قام بها جلالة الملك لبلدان إفريقيا جنوب الصحراء كان لها الأثر العميق في إضفاء الحيوية على هذا التعاون الذي يشمل مجالات تهم صلب الواقع الإفريقي فضلا عن المشاركة الفعالة للمغرب في عمليات حفظ السلام والعمل على تقديم مساعدات إنسانية لعدد من بلدان القارة. وعلى المستوى الجهوي، أبرز أوزين أن المغرب عرف في السنوات الأخيرة مزيدا من الانفتاح والتفاعل مع القضايا الإفريقية الجوهرية،تجلى ذلك من خلال احتضانه للمؤتمر الأورو – إفريقي الأول حول الهجرة والتنمية، والاجتماع الأول لوزراء خارجية الدول الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي بمشاركة 23 دولة، بالإضافة إلى دوره المؤثر في تجمع دول الساحل والصحراء والذي يضم 28 دولة إفريقية. وأضاف أن المغرب حاضر، أيضا بقوة في الشراكة بين إفريقيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية على الرغم من المناورات المتكررة لأعداء الوحدة الترابية لجعل الاتحاد الإفريقي المخاطب الوحيد باسم بلدان القارة في مثل هذه المنتديات، والتي تهدف إلى استبعاد المغرب.