احتج سكان مناطق جزائرية متاخمة للحدود المغربية ضد ما سموه «إرهاب الطرقات»، في إشارة إلى العربات الثقيلة التي تهرب الوقود بكميات كبيرة إلى المغرب، والتي حملوا أصحابها مسؤولية مقتل 16 شخصا من عائلة واحدة في حادث مرور مروع، وقع السبت الماضي. وخرج العشرات من الأشخاص في مدينة الغزوات (550 كلم غرب العاصمة) أول من أمس، إلى الشارع للتعبير عن سخطهم من «تمادي مهربي الوقود في قتل المسافرين» على الطريق الذي يربط الغزوات وتلمسان ومغنية، المدينة الحدودية. ورشق المتظاهرون قوات الأمن بالحجارة عندما حاولت منعهم من التنقل إلى مقر ولاية تلمسان لتسليم الوالي عريضة من المطالب تدعو إلى تطبيق التدابير الجديدة التي أدخلتها الحكومة على قانون المرور الصادر في 2001. وتنص التدابير على عقوبة السجن تصل إلى 10 سنوات بحق أي سائق مركبة يتسبب في مقتل شخص ولو عن طريق الخطأ، زيادة على دفع غرامة مالية قيمتها 72 ألف دولار. واعتقلت قوات الأمن 10 متظاهرين وأطلق سراحهم أمس بعدما هدأت النفوس. وكان الدافع لخروج سكان الغزوات إلى الشارع، مقتل 16 شخصا من عائلة واحدة من بينهم 5 أطفال السبت الماضي، في حادث مرور خطير حيث اصطدمت شاحنة بحافلة صغيرة كانت متوجهة بأفراد الأسرة إلى شاطئ البحر. وانتقل وفد من السكان أمس إلى العاصمة لتسليم رسالة إلى رئيس الوزراء أحمد أويحيى، تطلب منه تدخل السلطات «لوضع حد لإرهاب الطرقات الذي يمارسه مهربو الوقود إلى المغرب». وذكر أحد سكان الغزوات ل «الشرق الأوسط»، أن الرسالة تتحدث عن السرعة الجنونية للمركبات الثقيلة في الطريق المؤدي إلى الحدود المغربية. وقال إن إحصاءات مصالح الدرك بالمنطقة تفيد أن غالبية حوادث المرور تتسبب فيها المركبات التي تنقل الوقود بطريقة غير شرعية إلى المغرب. وأحال الدرك أكثر من 200 شخص على القضاء بتهمة تهريب الوقود، منذ بداية العام الحالي.