نظمت جبهة البوليساريو طيلة ليل الأربعاء وإلى غاية الساعات الأولى من اليوم الخميس، مسيرات داخل بما يسمى "ولاية العيون" في خيمات تندوف. وتندرج المسيرات التي تعكف على تسييرها جبهة البوليساريو في سياق زيادة منسوب التوتر والإحتقان بالمنطقة وشحن ساكنة مخيمات تندوف ضد البعثة الأممية في الصحراء "المينورسو"، حيث شدد منظمون لتلك المسيرات في تسجيلات صوتية توصلت بها "كود" أن الغاية الرئيسية منها تتعلق بمطالبة قيادة جبهة البوليساريو بعودة الحرب وإقرار التجنيد الإجباري، والتنديد بتقاعس "المينورسو" في حل الملف وضدا في محاباتها للمغرب. وأورد المتحدثون في التسجيلات الصوتية، أن المسيرات المنظمة تشمل أيضا إظهار الدعم للمحتجين الموالين للجبهة الذين يعمدون على إغلاق المعبر، وحثهم على فِعل ذلك بشكل نهائي مهما كانت النتائج، متعهدين بمواصلتها اليوم الخميس لتشمل "ولايات العيون وأوسرد والسمارة وبوجدور والرابوني". وأقدمت جبهة البوليساريو خلال الأيام القليلة الماضية على تهييج مناصريها في مخيمات تندوف، في محاولة منها للضغط على المنتظم الدولي وفرض أطروحتها من النزاع، وهو الشيء الذي قوبل بدعوات من الأممالمتحدة بغية تيسير حركة الأنشطة التجارية والمدنية بمعبر الكَركَرات والتهدئة ونزع فتيل التوتر، بحيث باتت تتحمل المسؤولية الكاملة في عودة النزاع للمربع الأول ووأد العملية السياسية التي تقودها. ومن جانب آخر لم تستلهم المملكة المغربية أية ردة فعل تجاه التوتر الذي تسببت فيه جبهة البوليسار على الرغم من بلوغه أشده عبر الإحتكاك المباشر لمناصري الجبهة والقوات المسلحة الملكية المنضبطين، فاسحة بذلك المجال أمام الوساطة السياسية دون الإنجرار خلف مهاترات لا يُحمد عقباها، وهو الموقف الذي اعتبر محل إشادة دولية واتصف بالحكمة. وتقود وزارة الخارجية الموريتانية والأممالمتحدة في اليومين الماضيين جهودا كبيرة للوساطة قصد تلافي الزج بالمنطقة في أتون حرب غير محمودة العواقب قد يكلف المنطقة برمتها الكثير ويُقبر اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو.