مكنت الأبحاث الماراطونية التي باشرتها الفرقة المحلية للشرطة القضائية بأمن برشيد، منذ ليلة السبت الماضي، على خلفية تعرض ثلاثة أجانب لاعتداء بواسطة الأسلحة البيضاء، على مستوى المدخل الشمالي للمدينة، بعد اعتراض سبيلهم من طرف مجموعة من الأشخاص، (مكنت) من إيقاف خمسة أشخاص يشتبه في تورطهم في حادث الاعتداء على الأجانب، وهي العملية التي أسفرت عن حجز إحدى السيارات التي كان يركبها المعتدون وقت الحادث، بعدما رصدتها كاميرا المراقبة على مستوى المدخل الشمالي والجنوبي للطريق السيار ببرشيد، يوم الحادث. وجاء اعتقال المشتبه فيهم على إثر الأبحاث والتحريات التي أمر بها وكيل الملك، والتي استعانت خلالها فرقة الأبحاث التابعة للشرطة القضائية ببرشيد، بكاميرا المراقبة بالمدخل الشمالي للطريق السيار ببرشيد، وكذا بجهاز «جواز»، حيث تم رصد مجموعة من الدراجات النارية من الحجم الكبير وسيارة فارهة عبرت محطة الأداء، وقت الحادث، لتنطلق الأبحاث حول أرقام الدراجات النارية وهويات أصحاب «جواز»، وهي المعطيات التي سهلت مأمورية البحث في الوصول إلى المتهمين الذين يقطنون بكل من الدارالبيضاء والقنيطرة، حيث تم التنسيق مع المصالح الأمنية بالمدينتين المذكورتين، ليتم إيقاف المعنيين وحجز السيارة موضوع البحث. وكشف البحث الأولي النقاب عن أن الموقوفين كانوا يخططون لتنفيذ الاعتداء على الأجانب بأحد الفضاءات السياحية، بضواحي منطقة أولاد صالح بإقليم النواصر، حيث كانوا يقيمون إحدى الحفلات هناك. كما رصدت كاميرا المراقبة بالطريق السيار السيارة نفسها وهي تعبر محطات أداء ببرشيد أكثر من مرة، قبل وقوع حادث الاعتداء، هذا في وقت ما زالت فرقة الأبحاث القضائية تواصل تحقيقاتها وتحرياتها للوصول إلى باقي المشتبه فيهم. وبحسب مصادر «الأخبار»، فإن فصول النزاع انطلقت بقلب مدينة الدارالبيضاء، بين جمعيتين للدراجات النارية الكبيرة، الأولى مغربية والثانية دولية، بعدما قام بعض أفراد هذه الأخيرة باعتراض سبيل محسوبين على الجمعية الوطنية، من أجل تحذيرهم من استعمال صدريات (جيليات) خاصة بالجمعية الدولية، خلال تنقلاتهم بالتراب الوطني، وهناك تم تبادل الاعتداءات بين الطرفين، ليتم نقل الأمر إلى مقر إحدى المصالح الأمنية بالمدينة، والتي لم تأخذ الأمر على محمل الجد. وبعد مغادرة المحسوبين على الجمعية الدولية العاصمة الاقتصادية عبر الطريق السيار في اتجاه برشيد، تعقبهم أفراد الجمعية الوطنية عبر عدد من الدراجات النارية وسيارة، وفجأة قام أفراد الجمعية الدولية بتغيير مسار الطريق والخروج من الطريق السيار عبر المخرج الشمالي، من أجل الدخول إلى مدينة برشيد، وبعد مغادرة الطريق السيار تم اعتراض سبيل السيارة بطريقة هوليودية، حيت ترجل سائقو الدراجات النارية وراكبو السيارة وهم مدججون بالأسلحة البيضاء والسيوف والعصي، وقاموا بالاعتداء على ركاب السيارة، التي كان يمتطيها أفراد من الجمعية الدولية بالضرب والجرح، وأصيب إثر ذلك ثلاثة أجانب (ألماني وإسبانيان) بجروح. كما قام المعتدون بسرقة بعض الصدريات الخاصة بالجمعية الدولية، وجوازات سفر تخص الضحايا. وعجل الحادث باستنفار مصالح الأمن بالمدينة، التي حلت بعين المكان للبحث، حيث كشفت المعطيات الأولية التي حصلت عليها الفرق الأمنية بعين المكان، من خلال تصريحات الضحية «الألماني»، أن الأمر له علاقة بتصفية حسابات بين جمعيتين تعنيان بهواة ركوب الدراجات النارية الكبيرة. وتم على الفور نقل الضحية صوب قسم المستعجلات، لتلقي العلاجات، وبعد معاينته من طرف الطبيب قرر إحالته على المستشفى الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء لخطورة إصابته، قبل أن يلتحق بمقر الأمن شخصان آخران كانا برفقة المعتدى عليه الألماني، وهما من جنسية إسبانية، إذ أصيبا بدورهما جروح خفيفة، حيث تلقيا العلاجات بمستشفى برشيد، وتم الاستماع إليهما وإشعار النيابة العامة، التي أمرت بفتح تحقيق في الموضوع، وهو البحث الذي ما زال مستمرا للوصول إلى باقي منفذي الاعتداء على الأجانب.