أبدت إسبانيا قلقها من قوة مناورات النسخة السابعة عشرة من تمرين "الأسد الإفريقي" ، التي تنظمها الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المغربية، بمشاركة بريطانيا والبرازيل وكندا وتونس والسنغال وهولندا وإيطاليا، فضلا عن الحلف الأطلسي ومراقبين عسكريين من حوالي ثلاثين دولة تمثل إفريقيا وأوروبا وأمريكا. ورفض المغرب مشاركة الإسبان في المناورات كما كان مرتقبا للرد على استقبالها لزعيم البوليساريو تحت مسمى "بن بطوش"، بينما حاولت "الباييس" أن توضح أن إسبانيا تريد مقاطعة هذه المناورات الإستراتيجية كي لا تقرأ على أنها تأكيد من قبل مدريد ل "للاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء''، خاصة أن جزء منها سيدور في منطقة المحبس بالصحراء المغربية. وذكرت تقارير إسبانية أن مدريد تراقب المناورات العسكرية الكبرى التي بدأها الجيش الأمريكي مع الجيش المغربي، وهي المناورات الأكبر في القارة والتي تتزامن مع الأزمة الدبلوماسية الخطيرة بين الرباطومدريد. وأثار انتباه الصحافة الإسبانية الشعار الذي اختارته القوات الأمريكية لنسخة هذه السنة "معا سنكون أقوى"، حيث اعتبرته رسالة واضحة من واشنطن إلى دعمها للمغرب في كل الأزمات التي يعيشها، خاصة مع ألمانيا وإسبانيا والجزائر، موضحة أن واشنطن تعتبر الرباط "شريكًا استراتيجيًا"، وهو ما اعترف به وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن بعد 24 ساعة فقط من أزمة الهجرة في مدينة سبتةالمحتلة، مؤكدة أن إدارة بايدن لن تتخلى عن شراكتها مع المغرب في الوقت الذي لا يرد فيه الرئيس الأمريكي الجديد على اتصالات رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، بعد ثمانية أشهر من فوزه بالانتخابات وستة أشهر منذ توليه الرئاسة. وأشارت نفس المصادر إلى أن طائرات مغربية وأمريكية عبرت المضيق قادمة من قاعدة أفيانو الإيطالية، كما وصل الجزء الأكبر من مدرعات أمريكا عن طريق البحر، حيث ستستخدم القوات الجوية الأمريكية في هذه المناورات مقاتلات من طراز F-16 وطائرة C-130 وطائرة للتزود بالوقود في الجو من طراز KC-135 وقاذفات B-52H. هذا التمرين، الذي يعتبر من بين أهم التدريبات المشتركة في العالم، له أهداف متعددة من بينها : تعزيز قدرات المناورة للوحدات المشاركة؛ وتعزيز قابلية التشغيل البيني بين المشاركين في تخطيط وتنفيذ العمليات المشتركة في إطار التحالف؛ وإتقان التكتيكات والتقنيات والإجراءات؛ وتطوير مهارات الدفاع السيبراني؛ وتدريب المكون الجوي على إجراء العمليات القتالية والدعم والتزويد بالوقود جوا؛ وتعزيز التعاون في مجال الأمن البحري وإجراء التدريبات البحرية في مجال التكتيكات البحرية والحرب التقليدية؛ وأخيرا، القيام بأنشطة إنسانية. وتشتمل النسخة 17 "للأسد الإفريقي 2021′′، بالإضافة إلى التكوين والمحاكاة في مجال أنشطة القيادة وكذا التدريب على عمليات مكافحة المنظمات الإرهابية العنيفة، على تمارين للقوات البرية والجوية والبحرية، بالإضافة إلى تمارين التطهير البيولوجي والإشعاعي والنووي والكيميائي. (المصدر: الأيام 24)