أدى اعتراف الحكومة الإسبانية بوجود زعيم جبهة "البوليساريو"، إبراهيم غالي، على أراضيها، إلى تحريك المحكمة الوطنية، اليوم الجمعة، لملف متابعته المجمد منذ سنة 2016، وذلك بعد توصل السلطات القضائية الإسبانية بمذكرة من جمعية حقوقية صحراوية تذكر بالاتهامات الموجهة إليه والمتعلقة بالتصفية الجسدية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. ووفق ما أوردته مصادر إسبانية، فإن "الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان" حركت طلبا موجها للمحكمة العليا بعد ظهور أنباء عن دخول إبراهيم غالي إلى إسبانيا، من أجل التحقيق في صحة الأمر، وبالتالي الاستماع للمعني بالأمر وإصدار مذكرة توقيف في حقه وضمان عدم فراره من العدالة الدولية بسبب الاتهامات التي تلاحقهم منذ 5 سنوات. وتعمل هذه المذكرة على إحياء الملف الذي فتحه القاضي الإسباني خوسي دي لا ماتا في نونبر من سنة 2016 قبيل زيارة متوقعة لغالي إلى إسبانيا، والمتعلق بتورطه في جرائم الإبادة الجماعية والقتل والتعذيب والإخفاء القسري في حق صحراويين معارضين لجبهة "البوليساريو" في مخيمات "تندوف" بالجزائر، استنادا إلى شكاية قدمها 3 ضحايا في نونبر من سنة 2012. وكان القاضي الإسباني الذي يترأس محكمة التعليمات المركزية الخامسة، قد أصدر أمرا لجهاز الأمن من أجل التعرف إلى غالي وتوقيفه فور دخوله الأراضي الإسبانية، وذلك بعد أن كان يستعد لحضور نشاط مساند للطرح الانفصالي بمدينة برشلونة، وهو الأمر الذي أدى في نهاية المطاف إلى إلغاء مشاركته خوفا من الاعتقال ولم تطأ قدمه الأراضي الإسبانية بعد ذلك. وبالأمس، وفور انتشار أخبار عن دخول غالي إلى إسبانيا، حرك المحامي المغربي المقيم بمدينة تاراغونا، هلال تاركو الحليمي، شكاية موجهة للشرطة الوطنية الإسبانية ضد زعيم البوليساريو تطالب باعتقاله وإحالته على القضاء، متهما إياه بالتورط في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وتزعم مجموعة إرهابية مسلحة. ولا زال الغموض يلف الطريقة التي تمكن بها غالي من دخول إسبانيا في ظل مطاردته قضائيا، ففي الوقت الذي أكدت فيه وزارة الخارجية الإسبانية أنه بالفعل دخل البلاد "لأسباب إنسانية صرفة" من أجل تلقي العلاج، فإن مجموعة من المنابر تحدثت عن كون الجزائر وفرت له هوية مزورة حيث وصل إلى مستشفى "سان بيديرو" في "لوغرونيو" بصفته "المواطن الجزائري محمد بن بطوش". ويظل الوضع الصحي لغالي، البالغ من العمر 73 عاما، غامضا، إذ بينما زعمت جبهة "البوليساريو" في منابرها الإعلامية الرسمية بأنه "يوجد قيد العلاج والمراقبة الصحية منذ عدة أيام على إثر إصابته بفيروس كوفيد 19″، وأن حالته "لا تدعو للقلق"، تؤكد وسائل إعلام إسبانية أن وضعه متدهور للغاية وأنه يوجد حاليا في العناية الفائقة. (المصدر: الصحيفة)