المغرب سيتحول إلى بديل للطريق الليبية التي كانت تعتبر البوابة الرئيسية للمهاجرين الراغبين في العبور إلى الفردوس الأوروبي بطريقة غير شرعية. هذا ما كشفته المنظمة الدولية للهجرة في ظل الوضع الصعب واللاإنساني الذي يعيشه المهاجرون السريون القادمون من إفريقيا جنوب الصحراء في ليبيا. في هذا الصدد، أوضح جويل ميلمان، المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة، قائلا: "المهاجرون القادمون من السنغال ومالي وغينيا وغامبيا أصبحوا يحتلون المراتب الأولى من بين الواصلين إلى إسبانيا، لهذا يمكننا القول إن الصعوبات الكبيرة في ليبيا التي كانت تعتبر إلى حدود الساعة الطريق الأكثر استعمالا، جعلت المهاجرين يغيرون طريقهم والآن يتوجهون صوب المغرب". وعن الأسباب التي تجعل المهاجرين القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء يراهنون على الطريق المغربية، يشرح المتحدث ذاته قائلا: "بالتأكيد، لديهم في المغرب منفذ أكثر قربا وأكثر أمنا، مقارنة مع منفذ الصحراء، مرورا بالنيجر ووصولا إلى ليبيا". وأضاف، كذلك، أن المهاجرين يختارون المغرب، نظرا إلى غياب العبودية وسوء المعاملة التي يعانون منها في ليبيا، ويوضح قائلا: "لم نسمع عن سوء المعاملة أو العبودية في المغرب، لهذا فالطريق آمنة أكثر، وبالنسبة إلى المهاجرين، يبدو خيارا جيدا لهم". المنظمة الدولية أوضحت أنه حتى الأرقام توضح أن الطريق غرب البحر الأبيض المتوسط (الجزائر والمغرب وإسبانيا)، أصبحت معبرا مفضلا من قبل المهاجرين الأفارقة، إذ أنه خلال السنة الجارية، وصل 19668 مهاجرا سريا إلى إسبانيا عبر مضيق جبل طارق، ليتضاعف العدد أربع مرات مقارنة مع السنة الماضية، التي سجلت وصول 5445 مهاجرا فقط إلى إسبانيا. وأشارت المنظمة إلى أن الأسابيع الأخيرة، شهدت أيضا ارتفاع منسوب الهجرة في الطريق الغربية، بعد تسجيل وصول 850 مهاجرا إلى إسبانيا ما بين 19 و29 نونبر المنصرم. وتعليقا على ما جاء على لسان الناطق باسم منظمة الهجرة الدولية، أوضح هشام الراشيدي، عضو المجموعة المناهضة للعنصرية والدفاع عن حقوق الأجانب والمهاجرين بالمملكة، ل"اليوم 24″، أن عدد المهاجرين غير النظاميين القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء في المملكة "مستقر، وليس هناك أي ارتفاع أو وصول مهاجرين إلى المملكة قادمين من ليبيا أو الجزائر"، مبرزا أن "منظمة الهجرة الدولية عليها التركيز على الجانب الإنساني والحقوقي للمهاجرين بدل التحول إلى منظمة تقدم إجراءات أمنية وتقنية لا تخدم مصالح المهاجرين". وأضاف أن عدد الأجانب في المملكة لا يتجاوز 100 ألف مهاجر من أصل 34 مليون مغربي، في الوقت الذي يعيش 5 ملايين مغربي في المهجر، لهذا "فعدد المهاجرين في المملكة ضعيف جدا، فكيف يمكن الحديث عن إغراق المغرب بالمهاجرين؟"، يقول هشام. محمد بنعيسي، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، أوضح ل"اليوم 24" قائلا: "لا يمكن القول إن المغرب سيصبح بديلا لباقي دول شمال إفريقيا، وخصوصا ليبيا وتونس فيما يخص ارتفاع عدد المهاجرين الراغبين في الوصول إلى الضفة الأخرى. علما أن عدد المهاجرين غير النظاميين المتحدرين من دول جنوب الصحراء، لم يعرف ارتفاعا، إذ لا زال يقارب 40 ألف مهاجر، والأمر نفسه ينطبق على محاولات الوصول إلى ضفة الأخرى. إلا أنه في مقابل ذلك، هناك اهتمام متزايد من طرف الدول والمنظمات والإعلام حول الظاهرة في الشهور الأخيرة، مع ما عرفته ليبيا من خروقات حقوقية وأحداث مؤسفة".