لازالت تداعيات اعتداء برشلونة الذي نفذه 11 جهاديا مغربيا يوم 17 غشت الماضي، تثير الكثير من الجدل بسبب "الغموض" الذي يلف هذا الملف، والذي أصابت شرارة نيرانه الحكومة الإسبانية والكتالونية والأجهزة الأمنية والاستخبارتية. وفي هذا السياق، اتهم رئيس الحكومة الكتالونية المُقال، كارليس بويغديمون، المخابرات الإسبانية ب"الخيانة" بسبب ارتباطها بالإمام المغربي عبدالباقي عيساتي، العقل المدبر لاعتداء برشلونة. بويغديمون أكد في حوار مع صحيفة "لاناسيونال" البلجيكية أن العلاقة بين الإمام المغربي والمخابرات الإسبانية "تطرح الكثير من التساؤلات"، كما أنها "تخلق الكثير من عدم الثقة في النظام الأمني الإسباني". الزعيم الكتالوني الذي أقيل بسبب تنظيم استفتاء استقلال كتالونيا قال إن المخابرات الإسبانية "لم تكن موالية للمواطنين. وبسبب هذه الخيانة لم نستطع تجنب الاعتداء وسقوط قتلى". بدورها، هاجمت بلدية "ريبول"، التي خرج منها الجهاديون المغاربة، الحكومة الإسبانية، متهمة إياها بالتستر العمد على الارتباط الموجود بين المخابرات والإمام المغربي عبدالباقي عيساتي. وطالبت من الحكومة بتقديم "توضيحات شاملة" بخصوص هذه العلاقة الملتبسة، كما دعت الحكومة إلى تقديم معلومات حول طبيعة العلاقة مع الإمام والأسباب، ومتى حدث ذلك؟ وكم من الوقت كانت تتعامل معه؟ ومن هم المسؤولون في الاستخبارات الذين كان يتعامل معهم؟ موقع "أوكي دياريو" الذي فجر هذه القضية، كشف، يوم أمس، من جديد، أنه "حتى الشرطة الكتالونية كانت تعلم بارتباط المخابرات الإسبانية بالإمام عبدالباقي عيساتي الذي كان يشتغل عميلا لديها". وأضاف أن الشرطة الكتالونية كانت، أيضا، تستفيد من حصتها من المعلومات الاستخباراتية التي كان يزودهم بها الإمام، والذي أكد أنه خدع الأمن والمخابرات باستغلاله علاقته بهم من أجل التحضير للاعتداء. وبالرغم من أن الإمام كان في قائمة المشتبه فيهم لدى شرطة كتالونية إلى أنه "سافر بحرية مطلقة إلى المغرب وفرنسا وبلجيكا قبل حصول الاعتداء بأيام".