استقال نائب برلماني من عضوية حزب الحرية الهولندي اليميني المتطرف اليوم الخميس بعد أن قاد زعيم الحزب خيرت فيلدرز أنصاره في ترديد هتافات عنصرية مناهضة للمغاربة خلال الاحتفال بنصر انتخابي الليلة الماضية وهو ما أثار استنكارا واسع النطاق. وحقق حزب الحرية المعادي للإسلام مكاسب كبيرة في انتخابات المجالس البلدية التي أجريت أمس الأربعاء وتشير استطلاعات الرأي إلى أنه سيكون أكبر حزب هولندي في البرلمان الاوروبي في الانتخابات التي تجري في مايو ايار. وسأل فيلدرز حشدا من أنصاره في لاهاي الليلة الماضية "هل تريدون عددا أكبر من المغاربة في هذه المدينة أم عددا أقل¿" فردوا عليه "أقل.. أقل.. أقل". وأجابهم مبتسما "سأتولى هذا الأمر." وقال النائب رولاند فان فليت الذي استقال من الحزب وسيبقى في البرلمان عضوا مستقلا إن آراء فيلدرز في المسلمين تزداد تطرفا وانتقل من انتقاد التشدد الإسلامي إلى زعم أن الإحصاءات تكشف عن أن نسبة مرتكبي الجرائم بين المغاربة تفوق النسبة في أي فئة أخرى. وقال فان فليت "والآن يتحدث عن المجموعة السكانية بمجملها" مضيفا أنه ارتاح بترك الحزب. وهيمن خطاب فيلدرز المعادي للمغاربة على الحملة الانتخابية لكن تصريحات الليلة الماضية أثارت استياء واسعا وقال المدعون إنهم تلقوا ما يزيد على 100 طلب للتحقيق معه بتهمة استخدام خطاب الكراهية. وندد سياسيون وجماعات مدافعة عن المهاجرين بتصريحاته بينما خرج نائب رئيس تحرير مؤسسة أر تي إل للاذاعة والتلفزيون عن الحياد التقليدي وكتب رسالة مفتوحة إلى فيلدرز يقول فيها "عار عليك". وقالت رابطة الهولنديين المغاربة التي تمثل 368 ألف هولندي من أصل مغربي في البلاد اليوم الخميس إنها ستقيم دعوى على فيلدرز تتهمه فيها بالتمييز وطلبت من آخرين ان يفعلوا مثلها. وفيلدرز معروف بتصريحاته المسيئة للمسلمين والعمال المهاجرين من أوروبا الشرقية. وحوكم بتهمة ارتكاب جريمتي الكراهية والتمييز لوصف الأسلام بأنه أيديولوجية فاشية في 2007 وبرئ في يونيو 2011. وقال أحمد شريفي رئيس الرابطة إن فيلدرز تجاوز الحدود القانونية باستهدافه جماعة من الناس. وأضاف "هذا له تأثير كبير على مجتمعنا وآمل ان ينظر قاض في ذلك. لقد تجاوز خطا ولأكون صادقا هذا مخيف بعض الشيء. "هذا يستدعي صورة رجل ذي شارب قصير يقف أمام ميكروفون في الثلاثينات" مشيرا الى الزعيم النازي أدولف هتلر. وقال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته عضو الحزب الليبرالي ان الواقعة تركت شعورا "بالمرارة في فمه". وقال للتلفزيون الهولندي "كل هؤلاء الناس الذين يريدون ان يقدموا مساهمة ايجابية في البلد لا يهمني من أين أتوا. كل ما يهم هو مستقبلهم." وهذه ثاني مرة خلال أسبوع تثير فيها تصريحات فيلدرز استياء عاما. وكان قد قال لأنصاره في لاهاي الأسبوع الماضي أن يعطوا أصواتهم "لمدينة مشاكلها أقل - واذا كان هذا ممكننا - بها عدد أقل من المغاربة."