ردا على مؤيدي الانفصال، الذين خرجوا في تظاهرات حاشدة، أول أمس الجمعة، للاحتفال بإعلان استقلال إقليم كاتالونيا، نزل اليوم الأحد، مئات الآلاف من معارضي انفصاله عن إسبانيا إلى شوارع مدينة برشلونة، ما يؤكد وجود حالة انقسام حاد في الشارع الكاتالوني. وحرص المتظاهرون على رفع أعلام إسبانيا، وإقليم كاتالونيا، بالإضافة إلى الاتحاد الأوربي، في إشارة إلى تمسكهم بالانتماء إلى إسبانيا، ومعارضة الانفصال، مع المطالبة بالإبقاء على وضع الحكم الذاتي، الذي يتمتع به الإقليم. وبثت صحيفة "إلباييس" الإسبانية نقلا مباشرا للتظاهرة، التي عرفتها المدينة، بمشاركة أحزاب، وقوى مناهضة للانفصال. DIRECTO | Miles y miles de personas se manifiestan por la unidad de España en Barcelona https://t.co/JCTCkqsKgO pic.twitter.com/Bzf4bUtHlA — EL PAÍS (@el_pais) October 29, 2017 وتدل هذه التظاهرة على الانقسام العميق، الذي تشهده المنطقة، إذ كان قد تجمع عشرات الآلاف من الكاتالونيين، مساء أول أمس، للاحتفال بولادة "الجمهورية" في الحي القديم في برشلونة. ورفعت حركة "المجتمع المدني الكاتالوني"، التي تنظم التظاهرة، اليوم الأحد، شعار: "التعايش"، لجميع الكاتالانيين في مواجهة ما يسميه معارضو الانفصال ب"الهروب إلى الأمام"، و"عدم التعقل". وتهدف التظاهرة إلى إبراز واقع المنطقة، التي تعادل مساحتها مساحة بلجيكا، وكانت علاقاتها مع مدريد معقدة دائما، ولها لغتها، وثقافتها الخاصة، لكن أكثر من نصف سكانها، البالغ عددهم 7,5 ملايين نسمة قدموا من الخارج، أو هم أبناء مهاجرين من مناطق أخرى في إسبانيا. وتأتي التظاهرة بينما تسعى مدريد إلى فرض وصايتها على كاتالونيا بعد تفعيل المادة 155 من الدستور، التي لم يسبق أن استخدمت، والتي تتيح وضع كاتالونيا تحت الوصاية، بعد ساعات من إعلان برلمانها، أول أمس، قيام "جمهورية كاتالونيا". وأصبحت المنطقة تحت الإدارة المباشرة لنائبة رئيس الحكومة سورايا ساينز دو سانتاماريا، كما اتخذت السلطة المركزية الإسبانية قرارين بإقالة قائد الشرطة الكاتالونية جوزيب لويس ترابيرو، وتعيين نائبه مكانه. وحصلت الحكومة الإسبانية، أول أمس، على ضوء أخضر من مجلس الشيوخ لتفعيل المادة 155 من أجل تولي السلطة في المنطقة "عبر إعادة النظام الدستوري إليها"، بينما قامت أكثر من 1600 شركة بنقل مقارها منها خوفا من اضطرابات. ودعا رئيس الحكومة الإسبانية المحافظ ماريانو راخوي إلى انتخابات في كاتالونيا في 21 دجنبر، موضحا أنها وسيلة لإخراج إسبانيا من أسوأ أزمة سياسية تشهدها منذ العودة إلى الديمقراطية في 1977.