ياسر المختوم- زاكورة بعد الزلزال السياسي الذي أطاح بعدد من الوزراء، وأعدم آخرين سياسيا، ناشدت عائلات معتقلي "ثورة العطش" بزاكورة، الملك محمد السادس من أجل التدخل لإنصاف فلذات أكبادهم، "اليوم 24" زار بعض أسر المعتقلين بمنازلهم بزاكورة، استمعت إليهم، لتنقل روايات الأسر عن ظروف الاعتقال، فمنهم من اعتقل من أمام منزله دون أن يشارك في أي تظاهر، ومنهم من تعرض للتعنيف عقب التوقيف، بحسب العائلات. فاطمة المبروكي (70 سمة)، بكل أسى تحكي ل"اليوم 24″، عن تفاصيل اعتقال حفيدها ذو ال25 سنة، والذي وجد نفس مسؤولا عن إخوته الصغار، بعدما توفي والده ووالدته عقب حادثة "تيزي تيشكا"، التي أسفرت عن مقتل 42 شخصا قبل 4 سنوات. تتذكر المرأة المسنة أن حفيدها الشاب، كان يجلس أمام المنزل على كرسي، ترك الباب مفتوحا والأضواء مشعولة، وذهب ليبحث عن أخيه بأزقة الحي فقط، ليتم توقيفه من طرف قواة الأمن. والد الشاب حميد السامعي، قال ل"اليوم 24″، إن ابنه تعرض للضرب والتعنيف عقب توقيفه، مؤكدا عقب زيارته له بالسجن المحلي لورزازات، وجود آثار تعذيب على مستوى الوجه، متحديا الجهات أن تقدم أدلة على تورط ابنه في أعمال شغب، وقال "ليس هناك أي أدلة حتى يحال الملف على جنايات ورزازات"، يسترسل الإطار البنكي في الكلام، "أقسم بالله أن المعتقلين بسطاء، الدراري غاروا على البلاد وسكان زاكورة الذين يعانون العطش، وخرجوا للاحتجاج دون إذاية أحد"، ويعتقد المتحدث أن الملف تم تسييسه، وتم ربطه بمخلفات أحداث الحسيمة، ليكون الضحية الأول هو الشاب الزاكوري، الذي حرم من متابعة دراسته مع زملائه. وتختزل جدة معتقل شاب آخر التقاها "اليوم 24" بمنزلها، مشهد اعتقال الشباب بشكل عشوائي من أمام منازلهم، في اليوم الموالي للمظاهرة، وقالت: "كانوا كايلقطو الدراري بحال الخرفان، حفيدي اليتيم اعتقل بعد يوم عن تظاهرة الأحد"، بينما يقول إخوة شاب آخر: "مشا لينا خونا وما دار والو، هزوه غي من باب الدار". وتتواصل المحاكمات وجلسات الاستماع في ملف الاحتجاجات التي عرفتها مدينة زاكورة، وتم الأسبوع الماضي تقديم سبعة متابعين في المجموعة الثانية لأول مرة منذ اعتقالهم في الثامن من أكتوبر الجاري أمام قاضي التحقيق بورزازات، من أجل البدء في التحقيق التفصيلي. ويوجد ضمن المتابعين ثلاثة قاصرين أحدهم لا يتجاوز عمره 15 سنة، ويتابعون في ملف جنائي بسبب تهمة "إضرام النار". ودخلت ثلاث نقابات على خط الاحتجاجات بزاكورة، معلنة عن خوض إضراب عام يوم 30 أكتوبر بزاكورة، احتجاجا على الاعتقالات وعلى مشكل المياه، كما أعلنت الهيئات المشكلة للجنة الدعم أن مكاتبها المركزية بالرباط تستعد لقافلة تضامنية تتوجه من الرباط إلى زاكورة يوم 29 من هذا الشهر.