تُعد إيطاليا من بين الدول القليلة التي تحقق الإكتفاء الذاتي من مخزون الدم في مستشفياتها ، ويعود ذلك إلى سخاء مواطنيها في تزويد بهذه المادة الأساسية في التطبيب ويعتبر الإيطاليون من أول الشعوب الأوربية تبرعا بالدم. وعلى العكس من بعض الدول الأوروبية لا تضع "بلاد الموضة" قيودا أو شروطا للتبرع بالدم إذ يُسمح بالتبرع للمثليين أيضا . أما بالنسبة للمهاجرين فللقيام بهذا العمل النبيل يكفي تواجدهم فوق التراب الإيطالي لعامين بالإضافة إلى التوفر على مستوى لا بأس به في اللغة الإيطالية يمكّن المتبرع من فهم مضامين مطبوع يتم ملؤه قبل بداية العملية . ثقافة التبرع مترسخة في المجتمع الإيطالي حيث تشير الإحصائيات إلى أن عدد المتبرعين بإيطاليا يقدّر بحوالي مليون و740 ألف متبرع أي بنسبة 4,4% من المؤهلين للتبرع .ويشكل المهاجرون عنصرا محوريا في قائمة من يضعون دمهم رهن إشارة المستشفيات الإيطالية أيضا ، حيث ازداد عدد المتبرعين منهم خمس مرات خلال العشر سنوات الأخيرة. وثًنت أغلب الجمعيات الإيطالية الرائدة في هذا الباب على إنضباط المهاجرين في تبرعهم . ويبلغ عدد الأجانب الذين يتبرعون بدمهم بصفة منتظمة حوالي 135 ألف أي بنسبة 2,5% من العدد الإجمالي للمهاجرين المقيمين فوق التراب الإيطالي، حيث أن من أصل كل عشرة متبرعين نجد متبرعا غير إيطالي . هذا ويحتل المغاربة والرومانيين والألبان الرتبة الاولى في عدد الأجانب مزودي المستشفيات الإيطالية ب '' الذهب الأحمر'' ، على عكس الصينيين والهنود الذين يعدّون من أضعف المتبرعين عددا. ولا توجد إحصائيات رسمية تخص المغاربة لوحدهم غير أن عددهم في تزايد حيث ينضبط أغلبهم في التبرع بشكل دوري.وفي هذا الصدد تقول الدكتورة "فانطوتسي" عن "المرصد العلمي الوطني لثقافة التبرع بالدم" " الجالية المغربية من بين أكبر وأنشط المتبرعين على الصعيد الإيطالي من طورينو (شمالا) إلى صقلية (جنوبا) " ''أهمية الدم المهاجر ليست فقط رقمية ، بل هي نوعية أيضا فالبلازما الأجنبي كنز ،ذلك أن بعض الشعوب لديهم فصيلة ناذرة ، لهذا فالتبرع من طرف المهاجرين يمكننا من تغطية مائة بالمائة من الخصاص في الدم كمّا ونوعا، وبالتالي التوفر حتى على الدم الناذر" يقول '' أنطونيو برونزينو " نائب رئيس جمعية "فيداس " وهي من بين جمعيات المتبرعين بالدم الأكثر نشاطا بإيطاليا.