قام المقرر الأممي الخاص بالتعذيب خوان منديز يوم أمس بتقديم تقريره السنوي عن التعذيب أمام مجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، التقرير جاء كخلاصة لتجربة المقرر الأممي من خلال زيارته لعدد من الدول ومن بينها المغرب. منديز قال بأنه يجب على الدول التي قام بزيارتها خلال سنة 2013 ألا تعتبر الاعترافات التي تم أخذها تحت التعذيب والتهديد، لأن إدراجها ضمن الأدلة من أجل إدانة أي مشتبه فيه يعتبر "خرقا للقانون الدولي، كما اعترف المقرر الأممي بأن هناك تطورا ملحوظا في المغرب على اعتبار أن الاعتراف الذي كان يعتبر سيد الأدلة أصبح يتطلب عددا من الإثباتات الأخرى، كما أن الاعترافات أثناء التحقيق لم تعد دليلا كافيا للإدانة و"هذا تطور إيجابي". لكن هذا التطور يقابله أيضا بأنه وفي بعض القضايا فإن الاعترافات التي يتم أخذها بالقوة وتحت التعذيب مازال يؤخذ بها كدليل في عدد من القضايا كما أن "القضاة لا يقومون بفتح تحقيق سريع ومستقل حول الطريقة التي أخذ بها هذا الاعتراف ولا يستجيبون لطلب المتهمين لفتح تحقيق في التعذيب الذي طالهم في السجون من أجل أخذ اعترافاتهم". وأضاف منديز في تقريره بأن المادة 15 من اتفاقية مناهضة التعذيب التي تتحدث عن منع التعذيب أو التهديد أو أي ممارسات تحط من كرامة الإنسان هي المادة الأقل احتراما من طرف الدول التي مازالت تمارس التعذيب بما فيها المغرب، كما أن بعض الدول قامت "بوضع قوانين لمتابعة الأشخاص الذين صرحوا بأنهم تعرضوا للتعذيب كما أنها وضعت شروطا صعبة حتى يثبت أي شخص بأنه تعرض للتعذيب". كما أعرب المقرر الأممي عن قلقه أن ضحايا التعذيب يجدون صعوبة في إثبات كونهم تعرضوا للتعذيب من أجل الحصول على الاعترافات خاصة و"أن التعذيب يتم في أماكن سرية ومن طرف محققين محترفين لهم القدرة في أن يمحوا أي أثر للتعذيب من على الضحية". خوان منديز لاحظ خلال تقريره بأن هناك توجها متصاعدا لإجراء جلسات استماع مغلقة وفي بعض الأحيان سرية، عندما ترى الدولة بأن "القضية تتعلق بالأمن الوطني وبأن الإعلان عن الأدلة أو عن سير التحقيق فيه مساس بالأمن القومي للبلد٫ كما أن تعريف الأدلة السرية والحساسة يتم استخدامه بطريقة فضفاضة٫ وليس هناك تحديد لمعنى الأدلة السرية" يقول المقرر الأممي حلال تقديمه لخلاصات عمله أمام المجلس الأممي لحقوق الإنسان. كما قدم خوان منديز الشكر للمجلس الوطني لحقوق الإنسان على تعاونه وكذلك على الآليات التي وضعها المجلس في مجال مناهضة التعذيب، وأيضا على دوره في نشر ثقافة حقوق الإنسان في المغرب، كما أكد منديز بأن السلطات المغربية كانت جد متعاونة معه وكانت منفتحة ولم تقم بمنعه من القيام بأي زيارة.