أكدت وكالة "رويترز"، للأنباء خبر اعتقال السلطات السعودية عددا من الدعاة البارزين في البلاد. وأشارت إلى ارتباط هذه الحملة من الاعتقالات بمحاولة استباقية لتجنب المعارضة المحتملة للحكم المطق، وسط تكهنات واسعة النطاق بأن الملك سلمان بن عبد العزيز يعتزم التنازل عن العرش لابنه ولي العهد الأمير محمد. وقالت رويترز نقلا عن مصادر سعودية، إن السلطات اعتقلت سلمان العودة، وعوض القرني، وعلي العمري في مطلع الأسبوع. ولم يتسن الوصول إلى مسؤولين للتعليق، ورفض من أمكن الوصول إليهم الحديث بشأن الأمر. وأضافت بأن الدعاة الثالثة لا ينتمون إلى المؤسسة الدينية، التي تساندها الدولة، لكن لديهم متابعون كثيرون على الأنترنت. وسبق أن انتقدوا الحكومة لكنهم التزموا الصمت في الآونة الأخيرة أو لم يساندوا السياسات السعودية علنا بما في ذلك الخلاف مع قطر بشأن دعم جماعة الإخوان المسلمين. وسجن سلمان العودة في الفترة من عام 1994 إلى 1999 بسبب الدعوة إلى التغيير السياسي، وتزعم حركة الصحوة، التي تستلهم نهج الإخوان المسلمين. ودعا لاحقا إلى الديمقراطية، والتسامح خلال انتفاضات الربيع العربي في عام 2011. ونفى مسؤولون سعوديون تقارير عن أن الملك قد يتنازل عن العرش قريبا لابنه الأمير محمد، الذي يهيمن بالفعل على السياسات الاقتصادية والدبلوماسية، والداخلية. وذكرت "رويترز" أن أسرة آل سعود تنظر إلى الجماعات الإسلامية على أنها أكبر تهديد لحكمها في بلد لا يمكن فيه التهوين من شأن المشاعر الدينية، كما قتلت فيه حملة للقاعدة قبل نحو عشر سنوات مئات الأشخاص. وفي التسعينيات طالبت حركة الصحوة بإصلاحات سياسية كان من شأنها إضعاف الأسرة الحاكمة في السعودية. وقال جان مارك ريكلي رئيس المخاطر العالمية في مركز جنيف للسياسة الأمنية "من المرجح للغاية أن يكون محمد بن سلمان الملك التالي، لكن أي أصوات معارضة يمكن أن تطعن في هذه الخلافة قد تعتبر أيضا مزعزعة للاستقرار من منظور النظام". وأضاف المتحدث نفسه "ضعوا ذلك في سياق الخلاف مع قطر، ومن الصعب للغاية الآن في الخليج أن يكون هناك رأي لا يعتبر متحيزا، أو مخالفا لأن الوضع بالغ الاستقطاب على جميع الجهات". وقطعت السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر العلاقات الدبلوماسية، وروابط النقل مع قطر، في يونيو الماضي، متهمين إياها بدعم إسلاميين متشددين، وهو اتهام تنفيه الدوحة.