شنت السلطات السعودية، منذ أسبوع، حملة اعتقالات في صفوف علماء ودعاة ومفكرين بلغ عددهم لحد الآن عشرون شخصية، وأبرزهم سلمان العودة وعوض القرني وعلي العمري، بسبب رفضهم مهاجمة دولة قطر. وقالت "رويترز" إن بعض الشخصيات التي تم اعتقالها لا تنتمي للمؤسسة الدينية التي تساندها الدولة، لكن لديهم متابعين كثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي وسبق أن انتقدوا الحكومة لكنهم التزموا الصمت في الآونة الأخيرة، أو لم يساندوا السياسات السعودية علناً، بما في ذلك الخلاف مع قطر بشأن دعم جماعة الإخوان المسلمين. وقال مغردون سعوديون على "تويتر" إن اعتقال الشيخ العودة جاء إثر تغريدة دعا الله فيها أن "يؤلف القلوب"، بعد نبأ الاتصال الهاتفي بين أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ليلة الجمعة الماضية. وقد أثارت اعتقالات الدعاة السعوديين ضجة في مواقع التواصل الاجتماعي، وكانت أغلبها منددة بهذه الاعتقالات، وذكر الناشط السعودي وائل الخلف أنه "تمت مداهمة منزل الشيخ العودة بعد تغريدات متعاطفة مع قطر ولجعله عبرة لغيره"، بحسب ما نقلته "الجزيرة". وتحت وسم "اعتقال الشيخين عوض القرني والعودة"، تفاعل المغردون من السعودية ودول أخرى، تضامنا مع الشيخين، كما الكاتب الصحفي "جمال خاشقجي" اعتقال الدعاة، وغرد بالقول: "لا أصدق أنه جرى اعتقال الشيخين عوض القرني والعودة"، مضيفا "بلادنا ورجالها لا يستحقون ذلك، ولا تعرف أجواء الاعتقال والتخويف، لابد أن هناك سوء فهم". وقالت مصادر بأن الأجهزة الأمنية اعتقلت الشيخ إبراهيم الحارثي، أحد أبرز الخطباء في مدينة جدة، والشيخ محمد بن عبد العزيز الخضيري، إضافة إلى الباحث الإسلامي المثير للجدل، حسن فرحان المالكي، والداعية غرم البيشي. وذكر نشطاء أن من بين الأسماء التي كشف عن اعتقالها، الداعية محمد الهبدان، عضو رابطة علماء المسلمين، إضافة إلى الشيخ يوسف الأحمد الذي اعتقل سابقا، وأفرج عنه بعفو ملكي، والشيخ محمد موسى الشريف، الباحث في التاريخ الإسلامي، والمتخصص بعلوم القرآن والسنة. كما راجت أنباء غير مؤكدة، عن اعتقال السلطات السعودية، للشيخ إبراهيم الناصر، والشيخ إبراهيم الفارس، المتخصص في مقارنة الأديان، والأستاذ الجامي السابق في جامعة الملك سعود.