أجرت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمراكش، يوم الجمعة المنصرم، مسطرة التقديم أمام الوكيل العام الملك لدى استئنافية المدينة، لمسؤول أمني برتبة ضابط ممتاز، ومساعده المقدم الرئيس، ابعد أن كانت قد أوقفتهما المصالح الأمنية، مساء يوم الثلاثاء المنصرم، داخل مقر عملهما بالدائرة الأمنية ال 11 بحي المسيرة، متلبسين بتلقي رشوة بقيمة 2000 درهم من مهاجر مغربي سابق بإيطاليا، يملك مقهى خاصة بألعاب الرهان. وقد انطلقت المسطرة بالاستماع لصاحب المقهى،الذي عرض مضامين الشكاية التي أسقطت رجلي الأمن، والتي سبق له أن تقدم بها لدى المصالح المختصة بوزارة العدل والحريات،عبر الخط الهاتفي الأخضر، يشير فيها إلى تعرضه المستمر للابتزاز من طرف المسؤولين الأمنيين، اللذين استمع إليهما الوكيل العام، قبل أن يقرّر متابعتهما، في حالة اعتقال، مكيّفا الأفعال المشتبه في ارتكابها من طرف الضابط على أنها جنايات، ومحيلا إياه على قاضي التحقيق بالمحكمة نفسها. فيما أحيلل المتهم الثاني على وكيل الملك لدى ابتدائية المدينة،على أساس أن الأفعال المنسوبة إليه لا تعدو كونها جنحة"الرشوة"،ليتقرر إيداعه السجن في انتظار إحالته على قاضي التحقيق بالابتدائية نفسها. من جهته، عقد قاضي التحقيق باستئنافية مراكش، مساء اليوم نفسه، جلسة الاستنطاق الابتدائي للمتهم الأول، أنهاها بتأييد قرار النيابة العامة بمتابعته في حالة اعتقال، ومحرّرا أمرا مكتوبا بإيداعه سجن "لوداية" بضواحي المدينة،على ذمة التحقيق، في انتظار مثوله أمامه مجددا في إطار الاستنطاق التفصيلي. إلى ذلك، أقدم والي أمن مراكش، سعيد العلوة، على تعيين رئيس جديد للدائرة الأمنية 11 خلفا لرئيسها السابق، الذي صدر قرار بتوقيفه احترازيا، في انتظار ما ستفسر عنه المسطرة القضائية الجارية في حق نائبه ورجل الأمن الآخر، وكذا استكمال التحقيقات الإدارية التي تقوم بها المصالح المختصة في المديرية العامة للأمن الوطني حول القضية.