تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي " فايسبوك"، مؤخرا، صورة تبرز إعادة نشر الداعية المغربي حامد الإدريسي لمنشور يعتبر منع الزوجة لزوجها الارتباط شرعا بأخرى نوعا من الأنانية والاحتكار، ويشبهه باحتكار سيدة لمنبع ماء، تسقي منه دون سواها، الأمر الذي تداوله الفايسبوكيون ب"سخرية". الداعية الإدريسي قال في حوار مع "اليوم 24" إن إعادة نشر تدوينة صفحة "معا من أجل تعدد الزوجات بالمغرب" تعبير عن إعجابه بالمضمون وليس الأسلوب"، مدافعا عن طرح تعدد الزوجات بحجج دينية ومنتقدا لبنود مدونة الأسرة. وعلق الداعية المغربي على ردود الفعل الساخرة، حول ما نشره على مواقع التواصل، بشأن التعدد:" لقد عملت على إعادة نشر ما وجدته في إحدى الصفحات في موضوع يتعلق بتعدد الزوجات، والذي يعتبر حيازة الزوجة لرجل وحرمانه من الزواج "تبذير وأنانية".. أعجبتني الفكرة خصوصا أنها تتوافق مع مقال سابق كنت كتبته بعنوان "احتكار الزوج". وأضاف الادريسي في نفس الصدد: "بينت في مقالي خطورة احتكار الزوج ومنعه من الزواج، خصوصا حينما يكون الزوج في حاجة ماسة إلى زوجة أخرى إما لأسباب صحية أو لأسباب اجتماعية أو لحاجة فطرية يريد الرجل أن يقضيها في الحلال خوفا على نفسه من الوقوع في الحرام، وعند منعه من طرف الزوجة يعتبر الأمر احتكار خطيرا وظلما يمارس على الزوج، ويمكن أن يدفعه الى الحرام فيكون ممن يخشى زوجته ولا يخشى الله". وزاد الارديسي قائلا :"بالنسبة لي من تمنع زوجها من التعدد رغم توفره على الامكانات امرأة ظالمة ومحتكرة لهذا الزوج، وهي على حسب منشور صفحة "معا من أجل تعدد الزوجات في المغرب" : "امرأة أنانية لا تفكر إلا في نفسها، ولا يهمها حال زوجها وحال المرأة التي تريد أن ترتبط به في الحلال، وهي بالفعل كمن تريد احتكار منبع ماء لا تريد أن يشرب منه غيرها بدعوى أنها تحبه.. نعم إنني أرى في الأمر أنانية". وعن الأسلوب الذي كتب به المنشور موضوع النقاش، علق الداعية المغربي " بالنسبة للمضمون فهو كما قلت لك موافق لما أعتبره "احتكارا للزوج" يبقى أن أسلوب الصفحة التي نقلت منها المنشور، أسلوب فيه شيء من الهزل والطرافة التي تضيف على الموضوع حسا فكاهيا، ولعل اعتمادهم لهذا الأسلوب مما يزيد من فرص انتشار الفكرة وانتقالها، إلا أنني أفضل الأسلوب الجاد الذي يبين الحكم الشرعي والفوائد الدينية والاجتماعية للتعدد". واعتبر الداعية الادريسي أن شرط أخذ موافقة الزوجة للزواج من امرأة اخرى المنصوص عليه في مدونة الأسرة بالمغرب، نوع من الاستجابة للضغوط الدولية في قضية المرأة، ومحاولة لجعل تعدد الزوجات أمرا شبه مستحيل، في الوقت الذي لا نجد وجوب هذا الشرط فيه النصوص الشرعية من الكتاب أو السنة، ولا في المذاهب الإسلامية الأربعة. واستشهد الادريسي في حواره مع "اليوم 24" بواقعة زواج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أثناء خروجه لغزوة خيبر، حيث تزوج صفية بنت حيي وعاد بها إلى نسائه في المدينة دون أن يأخذ إذنا منهن أو يعلمهن بزواجه. وعن شرط موافقة الزوجة على زواج زوجها من امرأة أخرى، أضاف الداعية المغربي : "يبقى أنه من باب المعاشرة بالمعروف والخلق الحسن الذي تدعو إليه الشرائع السماوية على وجه العموم، أما أن يكون شرطا من شروط صحة الزواج، فهذا لم يقل به أحد من أهل الملة". ووجه الادريسي في ختام حواره مع "اليوم 24" رسالة إلى النساء قال فيها: "كفى أنانية، وإذا كان زوجك قادرا ومستطيعا وشعرت أنه بدأ يتعرض للفتنة، فساعديه على التعدد، فذلك أفضل من أن تضطريه إلى الوقوع في الحرام، لأن الزنا هو الذي يسبب دمار الأسرة وتشتت الأنباء لا الزواج".