قال عبد النبي الحري، الباحث في الفكر السياسي، والأستاذ الجامعي في جامعة أبي شعيب الدكالي في الجديدة "إن اعتقال ناصر الزفزافي، القائد الميداني لحراك الريف، لن يؤثر في مسار الحراك، لأن القضية أكبر من شخص، وزعيم". وعلق الحري، في تصريح لموقع "اليوم 24" على اعتقال الزفزافي، وقال: "الحراك هو الذي صنع الزفزافي، وليس العكس، قبل وفاة محسن فكري لم يكن أحد يعرفه، لذلك فالحراك قادر على صنع قادته ورموزه باستمرار". واعتبر الحري أن "ما يجري في المغرب اليوم هو صراع قوي، وحاد بين قوى الريع والاستفادة، المتنفذة في دوالب المال والأعمال والإدارة، والتي لا تحترم قواعد الصراع الديمقراطي.. وبين باقي القوى الشعبية، التي ترفض الالتفاف على مطالبها في الحرية، والكرامة، والعدالة الاجتماعية". وأضاف المتحدث نفسه أنه "لا حل لهذا الصراع إلا بتأطيره ديمقراطيا حتى لا ينجر المجتمع إلى دوامة خطيرة من العنف، يصعب التحكم فيها". وتابع الحري: "إن القوى، التي تستخف بكل محاولات إصلاح المخزن من داخله، وتفرغ هذا الإصلاح من مضمونه الحقيقي، وتنسف كل تعاقد سياسي يؤسس لانتقال ديمقراطي حقيقي، وتسخر أحزاب السلطة، وأدواتها الإيديولوجية المختلفة، دينية وإعلامية، لعرقلة هذا الانتقال حتى تبقى مصالحها الريعية بمنأى عن كل مراقبة، أو محاسبة هي من تتحمل مسؤولية أي انزلاقات خطيرة". ويرى الباحث المغربي أن حراك الريف يشبه إلى حد كبير حراك 20 فبراير رغم بعض الفوارق بينهما، خصوصا فيما يتعلق بشعارات إسقاط الفساد، والحرية، وتحقيق العدالة الاجتماعية. يذكر أن ناصر الزفزافي، القائد الميداني لحراك الريف، اعتقل، صباح اليوم الاثنين، بناء على أمر من الوكيل العام للملك في محكمة الاستئناف بالحسيمة، كما تم اعتقال عشرات النشطاء عقب الاحتجاجات.