بعد انشقاق نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب إثر مؤتمر استثنائي، عُقد في 7 ماي الماضي وانتخاب النعمة ميارة، الموالي لحمدي ولد الرشيد كاتبا عاما وحصوله على الاعتراف القانوني من وزارة الداخلية، اندلعت نهاية الأسبوع الماضي حرب المقرات، حيث قام ميارة، مساء الجمعة الماضي، بتوقيف خطوط الهاتف المحمول التي توزعها النقابة على قياداتها، بعد توجيه رسالة إلى إحدى شركات الاتصالات، كما أوقف خطوط الهاتف الثابت عن المقر المركزي بالرباط. لكن أنصار كافي الشراط، الكاتب العام الموالي لحميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، نجحوا في استعادة خطوط الهاتف الثابت والفاكس، وفي هذا الصدد أكد محمد العربي القباج، خبر توقيف خطوط الهواتف المحمولة لقيادة النقابة، لكنه أوضح أن نقابته ستعمل اليوم الاثنين، على استعادة هذه الخطوط. من جانبه، أكد محمد لعبيد، أمين المال النقابة، الذي التحق بجناح ميارة، توقيف خطوط الهاتف المحمول، مشيرا إلى أن ميارة سيقوم اليوم الاثنين، بتوجيه طلب إلى شركة "ريضال" من أجل توقيف خدمة الماء والكهرباء عن المقر المركزي في العاصمة. هذا، ولم يسلم الموقع الإلكتروني الناطق باسم الاتحاد العام للشغالين، من الصراع، بعدما سعى أنصار ميارة إلى توقيفه، لكن أنصار الشراط تمكنوا من استعادته. وفي مدينة الدارالبيضاء سعى أنصار ميارة يوم السبت الماضي إلى اقتحام مقر الاتحاد العام للشغالين في مديونة، لكنهم فشلوا حسبما أكد القباج، القيادي في جناح الشراط، مضيفا "لقد أتوا لاحتلال المقر، لكن المناضلين تصدوا لهم". أما بخصوص حساب النقابة في البنك، فإن معركة قانونية كبيرة تدور بين الطرفين بشأنه. أنصار الشراط وضعوا دعوى قضائية ضد شرعية المؤتمر الاستثنائي الذي انتخب ميارة، وأبلغوا البنك أنهم يطعنون في المؤتمر، فيما قام ميارة بتوجيه طلب إلى البنك من أجل الحصول على الحساب البنكي مدليا بوصل الإيداع الذي حصل عليه من وزارة الداخلية. لحد الآن، فإن حساب النقابة لازال مجمدا، ولا أحد من الطرفين يستطيع التحكم فيه، في انتظار قرار القضاء. يأتي هذا في وقت يسعى أنصار شباط في النقابة إلى جمع صفوفهم، من أجل إنجاح مؤتمرهم الاستثنائي، المزمع عقده في 20 ماي الجاري، ولهذا عقدوا السبت الماضي لقاء "مجلس الجامعات"، بحضور مكتب الجامعات النقابية، إذ إن "جميع الجامعات حضرت معنا باستثناء جامعتين أو ثلاث"، يقول القباج، وفي الأخير شدد على أن المؤتمر الذي انتخب ميارة "غير قانوني". لكن وزارة الداخلية اعترفت ب"الانقلاب" على جناح شباط. فهل ستعترف بنتائج مؤتمر 20 ماي؟ يرد القباج "السلطة ليست مجرد متفرج، وإنما هي مساهمة فيما يجري".