جريمة شنعاء تلك التي عرفتها مدينة فاس، في الساعات الأولى من يوم أول أمس السبت، والتي راح ضحيتها "عزيز .ب"، الملقب ب"عزوز" وسط معارفه. عزيز، الذي كان يعمل قيد حياته حارسا لقسارية العلج، أكبر سوق لبيع الهواتف المحمولة، وأجهزة الحاسوب في العاصمة العلمية، لم يكن يعلم أن حياته ستكون نهايتها هيليودية مثل أفلام الأكشن، على يد مهاجرين ينتمون إلى إفريقيا جنوب الصحراء. الهالك كانت علاقته طيبة مع جميع المهاجرين الأفارقة، خصوصا أنه سبق أن اشتغل جنديا ضمن بعثاث عسكرية في بلدان جنوب إفريقيا. "عزوز "، الرجل الكهل، الذي اقترب من عقده السادس، متزوج، وأب لثلاثة أبناء، أصغرهم لم يتجاوز عمره خمس سنوات. الرجل الطيب، والنصوح كما وصفه أصدقاؤه، ومعارفه ل"اليوم24″، كان يستريح ببهو القسارية كعادته بعد أن أحكم إقفال بابها في الساعات الأولى من صباح أول أمس، ولم يخطر في باله، حينها، أن المهاجرين، الذين جعلوا من أرض مهجورة مجاورة للقسارية مسكنا لهم، سيقتحمونها بعد تسللهم عبر سطحها. وروى مصدر مقرب من الضحية ل "اليوم 24″، أن ستة مجرمين شاركوا في العملية، التي كان غرضها السطو على محلات القسارية، وسرقة مجموعة كبيرة من المعدات الإلكترونية، بعدما تسلل إلى داخلها ثلاثة منهم، بينما بقي الآخرون ينتظرونهم. وأضاف المصدر بتأثر بالغ، كان باديا من نبرة صوته، أنه عند دخول المجرمين ثلاثة إلى الثسارية، تعقبوا أثر الضحية، وكبلوا يديه ورجليه، ودسوا بعنف في داخل فمه بعنف قميصا، الأمر الذي كسر طقم أسنانه، وتسبب في اختناقه، ما أدى إلى وفاته. وأردف المصدر ذاته أن سماع السكان المجاورين للقسارية أصواتا غير اعتيادية، دفعهم إلى الخروج من بيوتهم لمعرفة ما يحصل داخل القيسارية، فاكتشفوا أن عصابة من المهاجرين تحاول سرقة المحلات داخلها. وبلغ أحد الجيران عناصر الأمن بما يحدث في القيسارية، إذ ألقوا القبض على بعض من المشاركين في جريمة قتل حارس القيسارية، وبعدها بساعات قليلة تمكنوا من اعتقال باقي أفراد العصابة وبحوزتهم هواتف محمولة، وسكاكين من الحجم الكبير. وتأكدت العناصر الأمنية من المعنيين بالأمر بعد الاطلاع على تسجيلات كاميرا المراقبة، التي رصدت جميع فصول هذه الجريمة. يذكر أن مدينة فاس تعيش على صفيح ساخن، منذ وقوع هذه الجريمة، حيث استنكر السكان ارتفاع نسبة الجريمة داخل مدينتهم، وحالة التسيب، التي يعرفها المهاجرون من إفريقيا جنوب الصحراء، الذين جعلوا مجموعة من البقع الأرضية، والأماكن المهجورة بيوتا بلاستكية يؤونها.