في خطوة الأولى من نوعها، منذ الكشف عن وجود سوريين عالقين في الحدود بين الجزائر والمغرب، خرج أول أمس،العشرات من ممثلي الهيئات المدنية والسياسية، بمدينة بوعرفة، في وقفة احتجاجية، للمطالبة بإنهاء وضع هؤلاء اللاجئين الذين يقولون بأن وضعهم يزداد سوءا يوما بعد آخر. وتأتي هذه الوقفة بعد 3 أسابيع من محاولة دخول السوريين ال54 على دفعتين إلى التراب المغربي، قبل أن تنضاف إليهم لاجئة وضعتها أمها في خط التماس، ليصبح عددهم الآن 55 لاجئا. الوقفة التي نظمتها التنسيقية المحلية لدعم السوريين العالقين بالحدود المغربية الجزائرية، رفعت شعارات من قبيل "ألف تحية وتحية للسوري والسورية"، و"المغاربة والسوريون شعب واحد لا شعبين"، وشعار "علّي الصوت علّي الصوت واللاجئ راه اموت"، وشعارات أخرى، ولافتة كبيرة كتب عليها المحتجون طلب رفع ما سموه "الحصار" عن اللاجئين السوريين العالقين. وفي هذا السياق، قال محمد حداد، وهو عضو في هذه التنسيقية، أن وقفة أول أمس، كانت وقفة تضامنية مع اللاجئين السوريين، وأيضا هي وقفة إنسانية للمطالبة بفك ما سماه "الحصار" عنهم، وإيجاد حل نهائي لهم، مبرزا في اتصال مع "أخبار اليوم" أن الشعارات التي رفعت تصب في هذا الاتجاه. وكشف المتحدث نفسه، بأن الوضع في الحدود مازال كما هو عليه، بل إن الأطفال وكما سبق وأن كشفت "أخبار اليوم"، في عدد سابق، أصبحوا يعانون من بعض الأمراض الجلدية، نتيجة شربهم لمياه غير صحية، من أحد الوديان، كما أبرز المتحدث بأن الطفلة التي ولدت على الحدود وضعها يزداد تأزما، بالنظر إلى عدم قدرتها على رضاعة حليب أمها، هذا دون الحديث عن الأخطار التي تحدق بهم جراء انتشار العقارب والأفاعي في المنطقة "قبل أيام قتلوا أفعى في المكان الذي يوجدون فيه"، يقول حداد. وأبرز المتحدث ذاته، أنه قبل الوقفة بيوم، التقوا بعامل الإقليم كتنسيقية، وهو لقاء كان بطلب من العامل حسب المتحدث دائما، قبل أن يضيف: "السيد العامل تحدث في ما يتعلق بالجانب القانوني والأمني، وأكد لنا بأن هؤلاء اللاجئين يوجدون في التراب الجزائري، وبالتالي يستحيل تقديم مساعدات لهم، لكن نحن طالبنا بتوفير معابر الغذاء والطعام". وكشف المصدر، بأن قضية هؤلاء السوريين، تحظى بتعاطف كبير من جانب الساكنة، بل فيهم من يطالب بالسماح لهم بدخول منطقة فكيك، والتكفل بهم، مضيفا بأن لا مشكلة لدى الساكنة في توفير المساعدات لهم، لكن أمام الوضع الذي يعيشونه من الصعب أن تصل لهم المساعدات، عبر القنوات الموجودة حاليا. وأشار المصدر بأن هناك مراسلة في هذا الصدد وجهت لرئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، كما تمت مراسلة عدد من المنظمات قصد التدخل في هذا الملف، خاصة وأن هناك لاجئين سوريين في المغرب يوجد أهاليهم ضمن العالقين. هذا، وكانت العشرات من الجمعيات قد أعلنت في وقت سابق على ضرورة إيجاد حل لوضعية اللاجئين العالقين، ضمنهم جمعيات حقوقية، وفي السياق نفسه، كشف حداد، بأن هناك استعدادات لتنظيم قافلة من مدينة بوعرفة في اتجاه مدينة فكيك يوم الأحد المقبل، تضامنا مع اللاجئين العالقين.