قال عبد العزيز النويضي، المحامي والحقوقي المغربي "إن طريقة تشكيل حكومة سعد الدين العثماني ستجعل حماس الناس يتراجع بخصوص الاهتمام بالشأن العام، وسيقل تقديرهم لمصداقية المؤسسات، والانتخابات، والأحزاب السياسية". وأضاف النويضي في حوار مع "أخبار اليوم" أن هذا التقييم سيمس أيضا حزب العدالة والتنمية لكن ربما لن يمس شخصية عبد الإله ابن كيران بنفس القدر الذي يمس حزبه لأن الناس سينظرون إلى ابن كيران على أنه تحلى بالشجاعة وقاوم في حين تخلى عنه حزبه. تشكلت حكومة العثماني في ظروف تميزت بتتبع الرأي العام لحالة البلوكاج الذي واجهه ابن كيران، كيف تتوقع أن يكون أثار هذه الحكومة على الرأي العام؟ أعتقد أن طريقة تشكيل حكومة سعد الدين العثماني ستجعل حماس الناس يتراجع بخصوص الاهتمام بالشأن العام، وسيقل تقديرهم لمصداقية المؤسسات، والانتخابات، والأحزاب السياسية. هذا التقييم سيمس أيضا حزب العدالة والتنمية لكن ربما لن يمس شخصية عبد الإله ابن كيران بنفس القدر الذي يمس حزبه لأن الناس سينظرون إلى ابن كيران على أنه تحلى بالشجاعة وقاوم في حين تخلى عنه حزبه. لكن في عهد ابن كيران أيضا وقعت تنازلات؟ الناس سيعتقدون أن الأمور حسمت ووقعت تراجعات كبيرة. بالرغم من أن ابن كيران نفسه كان يتنازل عن عدد من الأمور لكنه كان يمارس نوعا من الندية التي تخدم إلى حد ما الديموقراطية. اليوم سيتغير رأيهم وسينتظرون إلى حكومة العثماني على أنها "محكومة". وهنا أريد أن أوضح بأنني لا أحمل المسؤولية للسيد سعد الدين العثماني، لأنه كان واضحا بأن الأمانة العامة لحزبه اتفقت معه على المسلك الذي سلكه. تابع الرأي العام الجدل الذي أثير حول مشاركة الاتحاد الاشتراكي في الحكومة، وهو ما برره العثماني ب"القرار السيادي" ما تعليقك؟
هذه من السلبيات التي جاءت بها هذه الحكومة. العثماني له نوع من الشفافية التي جعلته يصف دخول حزب الاتحاد الاشتراكي للحكومة بأنه "قرار سيادي"، في حين أن ابن كيران رفض مشاركته لأسباب معروفة. أعتقد أن مفهوم القرار السيادي خطير لأنه يمكن أن يبرر أي شيء، ويخرق الدستور وهو مفهوم يعمق مفهوم وزراء السيادة الذي لا ينص عليه الدستور، فالحكومة يجب أن تتشكل من الأحزاب، ولا يجب أن يكون هناك وزراء يسمون وزراء السيادة، كما لا يجب صبغهم بألوان أحزاب أخرى. إن كل هذه التطورات لا شك سيكون له أثر سياسي سلبي في المستقبل.