في هذا الحوار الذي أنجزته الصحفية بشرى الضوو لصالح "راديو بلوس"، وننشر أبرز ما جاء فيه، يكشف الناشط الإسرائيلي عوفير برونشتاين عن ما دار بينه وبين بن كيران أثناء المؤتمر الأخير لحزب العدالة والتنمية، وعن المعرفة المسبقة لرئيس الحكومة بجنسية عوفير، وما تبع ذلك من "بوليميك" جراء اتهام بن كيران بالتطبيع مع إسرائيل.. من تابع تفاصيل تلك الضجة التي أثيرت حول استضافتك من قبل المؤتمر الوطني السابع لحزب العدالة والتنمية، لن يتوقع عودتك للمغرب، لماذا هذه الزيارة لبلدنا رغم أن عددا من المسؤولين المغاربة أبدوا في تصريحات مختلفة، عدم ترحيبهم بك، بعد أن تناهى إلى علمهم أنك إسرائيلي في الأصل؟ بداية، أتأسف لعدم قدرتي على الرد على أسئلتك باللغة العربية، رغم أن والدتي مصرية الأصل ووالدي تونسي وجدتي أمازيغية، لم يكن بإمكانهم التكلم باللغة العربية فيما بينهم لأنها كانت جد مختلفة، لكني أعدك بأنني سأتحدث باللغة العربية، بطلاقة، في المرة المقبلة التي سأزور فيها المغرب... قلت إنك جدتك أمازيغية،هل هي من أمازيغ المغرب؟ جدتي أمازيغية جزائرية مغربية، والدي ازداد بتونس ووالدتي ازدادت بمصر، هذا يعني أن جدتي ذات أصول مغربية، أيضا، وأنني مغربي، في الأصل.. والرد على سؤالك هو بسيط، فأنا كنت دوما أحب المغرب وأحب المغاربة، نحن في شهر غشت، أردت قضاء عطلة صيفية جميلة، رفقة زوجتي وأبنائي، لذلك اخترت المغرب باعتباره أروع وجهة يمكن للمرء أن يقضي بها عطلته. خلال مؤتمر حزب التجمع الوطني للأحرار لوحظ أنك كنت تجلس إلى جوار عبد الإله بنكيران، هل قصدت الجلوس إلى جواره، آنذاك؟ وهل قدمت نفسك، لبنكيران، في ذلك الوقت، على أساس أنك إسرائيلي الأصل؟ أولا، لقد كان لي شرف لقاء الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة السيد عبد الإله بنكيران، خلال مؤتمر التجمع الوطني للأحرار.. الصدفة لعبت دورها وكنت أجلس إلى جوار السيد بنكيران، في مؤتمر التجمع الوطني للأحرار.. وحتى لا يتفاجأ من السبب وراء التقاط المصورين لنا صورا معا، شرحت لبنكيران، بالتفصيل من أكون، قلت له إنني فرنسي ذو أصول إسرائيلية وحامل لجواز سفر فلسطيني ومناضل من أجل السلام.. فرحب بي وطلب مني البقاء جالسا إلى جواره، وأن أبقى على اتصال به. لنعد إلى مؤتمري الأحرار و"العدالة والتنمية"، ما الذي دار بينك وبين بنكيران من حديث؟ اسمحي لي أن أبدي لك ملاحظة، إذا كانت هناك من ضجة أثيرت حول حضوري مؤتمر حزب العدالة والتنمية، فهذا له علاقة وثيقة بالقضية الفلسطينية العزيزة على قلب الشعب المغربي، وعلى قلوب عدد كبير من المناضلين من أجل السلام. أريد أن أذكرك بأنني واحد من الإسرائيليين النادرين، الذين حصلوا على جواز سفر فلسطيني، وأن أصدقائي الفلسطينيين يبررون حصولي على هذا الجواز على أساس نضالي من أجل السلام ومن أجل القضية الفلسطينية. ومن أجل المصالحة. .. إذا كان الفلسطينيون أنفسهم، اعتبروا بأنني أستحق الحصول على جواز سفر فلسطيني، أتمنى أن يحترم ذلك، أيضا، حزب العدالة والتنمية. ما الذي دار بينك وبين سعد الدين العثماني، وزير الشؤون الخارجية المغربي، أثناء مؤتمر العدالة والتنمية، فأنا لم أسألك عن الربيع العربي وتداعياته؟ لقد كنت سعيدا بلقاء وزير الخارجية سعد الدين العثماني، لقد التقيت، أيضا، هنا بأعضاء آخرين من الحكومة المغربية.. لقد قلت للسيد العثماني بأنني سأكون رهن إشارته وسأضع رهن إشارة المملكة المغربية كل علاقاتي لما فيه خير للمغرب ولكل علاقاته، ليس فقط مع الطوائف اليهودية بالعالم، لكن كذلك مع باقي أصحاب القرار، خصوصا بأوربا. هل كان السيد العثماني يعلم أنني إسرائيلي أم لا؟هل السيد العثماني هو من قال لي ذلك؟ وهل انا من تطوع ليقول له ذلك؟ هذا أمر لا يهم في شيء.. لكن ما يمكنني تأكيده لك هو أنني قلت للسيد العثماني أنني سأكون رهن إشارة المملكة المغربية مهما كانت صفة الحكومة.. سأكون رهن إشارة المغرب، هذا البلد المتفتح والمتسامح.. سأستمر في النضال من أجل التقارب بين الشعوب. لا تنسي أن هنالك مليون يهودي من أصل مغربي يعيشون بإسرائيل، وهم جد مرتبطين بالمغرب ويزورونه باستمرار.. أنا على يقين بأن المغرب يريد الاستمرار في ربط علاقات مع أبنائه الذين يعيشون بإسرائيل.. بعيدا عن لغة الخشب، نود منك جوابا واضحا ومقتضبا، هل تؤكد من جديد، عبر الأثير، أنك مررت موراتينوس، عبر الهاتف، للعثماني وهل كان الأخير يعلم أنك إسرائيلي؟ أم انك أخفيت عنه الأمر، كما سبق أن أكد ذلك؟ سأجيبك بشكل مباشر، بالنسبة للسيد العثماني، أنا كنت متعاونا مع موراتينوس وفرنسيا، حاصلا على جواز سفر فلسطيني، حاصلا على جواز سفر إسرائيلي، وكذلك إسرائيلي يناضل من اجل السلام، وهي الصفة التي كانت سببا أساسيا وراء زيارتي هذه للمغرب. دائما ارتباطا بمؤتمر العدالة والتنمية.. منظمة حماس نفت، بدورها، نفيا قاطعا لقاءك بخالد مشعل، خلال المؤتمر وصاغت، بهذا الخصوص، بيانا ناريا، هل تؤكد ما تضمنه بيان حماس حول هذا الموضوع أم تدينه ؟ اسمحي لي أن أحكي لك طريفة، في أحد الأيام سألوا الرئيس الأمريكي السابق جون إف كينيدي عن الصفة الأكثر أهمية لدى رجل السياسة ودون تردد كان جوابه هو: "الشجاعة"، أنا أتحمل مواقفي وتصرفاتي وآرائي، لن أنكر أنني التقيت خالد مشعل رئيس حركة حماس، إلا إذا كنت قد التقيت به، فعلا.. وأنا أقبل بهذا اللقاء.. اعلم جيدا بأنني في الوقت ذاته أخاطر بنفسي، من لا يريد قبول ذلك فتلك مسؤوليته.. أنا أعتقد أن السلام أقيم بين أعداء الأمس، وآمل، أيضا، أن يصبحوا شركاء من أجل السلام.. إذن في هذا الإطار، لا أنكر أنني التقيت خالد مشعل وصافحته. أين كان ذلك اللقاء؟ أؤكد لك بأنني التقيت خالد مشعل بمنزل رجل سياسة كبير مغربي هو الراحل الدكتور الخطيب،. يجب الآن فتح قنوات السلام، ويتعين القيام بذلك بشجاعة.. حماس نجحت كذلك في الانتخابات التشريعية بفلسطين، إنها قوة سياسية بفلسطين.. العديد من الفلسطينيين يتعارفون بحماس.. إنكار وجودها وأهميتها السياسية سيكون خطأ..لهذا فإنه، وفي هذا السياق، أعتقد وأقول إنني معجب جدا وأحترم كثيرا رجل دولة كبير هو الرئيس محمود عباس، الذي يبذل مجهودا جبارا من أجل الشعب الفلسطيني ومن أجل السلام. أتمنى أن يصبح مسلسل المصالحة الفلسطينية بين حماس وفتح واقعا، أتمنى أن تكون حماس قوة سياسية فقط، ولهذا أقول إنه يجب نسج علاقات مع حماس، وأنا أعلم أن أغلب الدول الغربية تعتبر حماس منظمة إرهابية.. أعتقد ورغم المخاطر التي أتحملها في تصريحاتي هذه، فإنه للأسف وعلى عكس آخرين، أنا أعتقد أنه لا بد من عقد روابط ونسج علاقات سياسية ذكية مع حماس. كل هذه المواقف التي تعبر عنها، الآن، بخصوص منظمة حماس، هل عبرت عنها لخالد مشعل لدى لقائك به وتناولك العشاء معه بمنزل الدكتور الخطيب؟ إنها فرصة ممتازة تلك التي تمنحينها إلي، آنستي من خلال إذاعتكم.. حيث أستغلها مناسبة لأدعو، من خلالكم، السيد خالد مشعل وحماس إلى لقاء إسرائيليين ومناضلين من أجل السلام، مثلي من أجل الاستمرار في هذا الحوار. لكن ما الذي كان يمنعك، وقتها، من التعبير عن مواقفك لمشعل، لقد صافحته وتحدث معه، ونفيت ما تضمنه بيان حماس بهذا الخصوص؟ كان أمامك خالد مشعل لماذا تنتظر وسيلة إعلام مغربية لتنقل له هذا الأمر؟ ما الذي كان يمنعك وقتها؟ بلى، لقد قلت شيئا من ذلك، خلال بعض محادثاتي مع خالد مشعل، عبرت له عن إرادتي ورغبتي في استمرار حواري معه وعبرت له عن طلبي هذا وأعتقد أن "البيجيدي"، والحكومة المغربية التي يترأسها بنكيران يمكنهما أن يلعبا دورا بناء بهذا الخصوص..دورا يكون حداثيا.. من شأن الحكومة المغربية تسهيل قنوات الحوار هذه.. فهذا كان دوما دور المغرب.. أريد أن أذكركم أن جلالة الملك محمد السادس صرح، قبل فترة ليست بالطويلة، بأنه سيستمر في الإيمان بمبادرة جامعة الدول العربية، التي تعد مبادرة جد هامة.. وأنا سعيد جدا لأن جلالة الملك محمد السادس يقدم دعمه لهذه المبادرة..لقد كان دوما يفتح أبوابه، في هذا الإطار أقول هنا للسيد رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران: سهل لنا الأمور اسمحوا لإسرائيليين وفلسطينين بعقد لقاءات، هنا بالمغرب، حتى يتأتى لنا التقدم.