في خطوة غير متوقعة، التقى خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية، برئيس المنتدى الدولي للسلام، الإسرائيلي عوفير برونشتاين خلال انعقاد أشغال المؤتمر الوطني السابع لحزب العدالة والتنمية. وإن كان اللقاء وجيزا للغاية بين ضيفي العدالة والتنمية، إلا أن متتبعين يرون في ذلك إعلانا عن مستقبل آخر واعد، إذ تصافح الرجلان في المطار، وخاطبه خالد مشعل بتحية: «السلام عليكم»، كما فسح له المجال لتناول الطعام في حفل الاستقبال وقال له: «تفضل». ومن جهته، مازحه برونشتاين بالقول: «يتعين عليكم التفكير في ممارسة السياسة في المغرب، فالناس هنا يحبونكم». فأجابه خالد مشعل قائلا: «شكرا، سأفكر في الأمر.» ومعلوم أن عوفير برونشتاين سبق له أن خاض تجربة محاولة الربط بين الفلسطينيين والإسرائيليين، سيما أنه كان يشغل منصب مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق شمعون بيريز في الفترة التي تم فيها عقد اتفاق كامب ديفيد. كما أنه ظل على اتصال مستمر بالسلطة الوطنية الفلسطينية في شخص الرئيس محمود عباس، الذي منحه جواز سفر فلسطيني، كان قد وعده به الزعيم الراحل ياسر عرفات سنة 1993، واستعمله لأول مرة خلال دخوله إلى المغرب سنة 2011 . ولقد علق برونشتاين على حصوله على ذلك الجواز الفلسطيني، علما أنه يتوفر أيضا على جواز سفر إسرائيلي وفرنسي: أنا الآن أجمع جوازات السفر في انتظار أن تتلاشى الحدود بشكل تام.» ونقل موقع سفرانس 24» عن عوفير قوله: «في وقت من الأوقات، كان مشعل يسعى لقتلي»، متذكرا أنه قرر ذات مساء سنة 2001 مغادرة تل أبيب في اتجاه باريس، عندما كانت الانتفاضة الفلسطينية في أوجها، بعد أن اعتقد هو وزوجته أن ابنهما كان من بين ضحايا تفجير إحدى العلب الليلية. يقول برونشتاين: «أنا على اقتناع أنه يتعين علينا، عاجلا أم آجلا، أن نتناقش مع حماس.»