يدشّن الملك محمد السادس ابتداء من يوم الثلاثاء القادم ، جولة جديدة تقوده إلى أربع دول إفريقية، في تأكيد غير مسبوق على محورية العلاقات المغربية مع دول العمق الإفريقي، في التجوّهات الدبلوماسية الجديدة للمملكة. فشهورا قليلة بعد زيارته التاريخية إلى العاصمة المالية باماكو، حيث شهد مراسيم تنصيب الرئيس الجديد لهذا البلد الخارج من حرب كادت تنهي وحدته الترابية؛ يعود الملك محمد السادس ابتداء من يوم الثلاثاء، ليزور العاصمة المالية محمّلا بأجندة مثقلة بالاستقبالات واللقاءات والاتفاقيات التي ستوقّع بين البلدين. أبرز نقاط هذه الأجندة، حسب مصادر إعلامية مالية، ستكون إلقاء الملك محمد السادس لخطاب غير مسبوق أمام البرلمان المالي، وهو الخطاب الذي يُرتقب أن يعلن المغرب وسيطا جديدا ومتمتعا بالمصداقية، بين السلطات المالية والطوارق الحاملين لمطالب سياسية في شمال البلاد. ففي مقابل الدبلوماسية الهجومية للجزائر، والتي حاولت بعد الزيارة الملكية الأخيرة إلى مالي، ضرب المكاسب التي حققتها المملكة منذ أن ساندت التدخل العسكري الفرنسي ضد المجموعات المسلحة في شمال مالي؛ واستعمال الجارة الشرقية لسلاح الإمكانات المالية الكبيرة التي تتوفر عليها، واشتراكها في حدود طويلة مع هذا البلد الإفريقي؛ يلعب المغرب خلال الجولة الملكية الجديدة في إفريقيا، ورقة التعاون الاقتصادي المثمر للطرفين، حيث سيتم التوقيع على عدد كبير من الاتفاقيات التي يقدم المغرب بموجبها خبرته لشركائه الأفارقة. دولة مالي الساعية إلى استعادة الاستقرار والنمو الاقتصادي، تحتاج إلى الخبرات المغربية للنهوض بالصحة والنقل والسكن والإعلام السمعي البصري. فيما تشكل هذه الأسواق الإفريقية مجالا حيويا للشركات المغربية الكبرى الراغبة في الاستثمار والتوسّع. بعد محطة مالي، سيتوجّه الملك إلى جمهورية غينيا كوناكري، وهي التي استفادت مؤخرا من قبول المغرب تقديم خدماته الخاصة بتأطير وتنظيم الحقل الديني، إلى جانب كل من ليبيا وتونس. وفيما تعتبر محطتا ماليوغينيا موضوع زيارتين رسميتين، فيما تليهما محطتين لكل من جمهورية الكوت ديفوار والغابون. وينتظر البلدان الأخيران الجولة الملكية لكونها ستؤشر على انطلاق مشاريع اقتصادية وتنموية هامة، من بينها سوق عصري لبيع السمك، قالت الكوت ديفوار إنها تنتظر وصول الملك لإطلاق أشغال بنائه.