عاد ملف ظاهرة المرشدين السياحيين المزورين من جديد الى الواجهة لما لها من آثار سلبية على قطاع السياحة بالمغرب، والمتهمون هذه المرة ليسوا مغاربة بل أجانب استقروا بالعاصمة العلمية وانتحلوا صفة مرشدين لفائدة السياح الوافدين على المدينة. هذا ما كشفته واقعة توقيف كوري جنوبي من قبل أعضاء بالجمعية الإقليمية للمرشدين السياحيين مساء أول أمس الاثنين، والذين ضبطوه برفقة عدد من السياح من جنسيات مختلفة، مما خلف ردود فعل غاضبة وسط جمعية المرشدين السياحيين بفاس. وفي هذا السياق قال خالد فنونو، مرشد سياحي ونائب رئيس الجمعية الإقليمية للمرشدين السياحيين بفاس، والذي يقف وراء كشف انتحال الكوري الجنوبي لمهنة الإرشاد السياحي، (قال) في تصريح ل"اليوم24″ انه خلال وجوده برفقة سياح بالفضاء السياحي الفخارين بقلب المدينة العتيقة، أثارت انتباهه تصرفات سائح كوري كان برفقة سياح أجانب، مما جعله يدنو منهم، ليكتشف بان السائح المشكوك في تصرفاته يمارس مهنة الإرشاد السياحي لفائدة السياح القادمين من القارة الأسيوية على الخصوص. ولإثبات الحال، عمد المرشد السياحي المغربي، الى الاتصال بزملائه والذين حضروا الى عين المكان، وقاموا بتحذير المرشد السياحي الكوري المزور، وطلبوا منه إعادة السياح الذين برفقته الى باب بوجلود التاريخي لاختيار مرشد مغربي مرخص لمرافقتهم في جولتهم بالمدينة القديمة. امتثل المواطن الكوري الجنوبي البالغ من العمر 36 سنة لطلب المرشدين المغاربة، وعند وصوله الى باب بوجلود وجد في انتظاره سائقه الذي يعتمد عليه في نقل السياح الى وجهاتهم السياحية، وتوجه بهم الى باب الرصيف، لكنه فوجئ بمحاصرته من قبل المرشدين المغاربة بزقاق البيلدة . وهذه المرة، اقتادوه الى المدرسة البوعنانية، واتصلوا برئيس الشرطة السياحية، والذي أرسل ضابطين من رجاله، عاينوا حادث ضبط الكوري الجنوبي متلبسا بانتحال صفة مرشد سياحي بالمدينة القديمة. والمثير في الحادث، ما كشفت عنه مصدر قريب من الموضوع ل"اليوم24″، بان الكوري الجنوبي والذي يتقن كل اللغات بما فيها "الدارجة المغربية"، ظل ينتحل صفة مرشد سياحي منذ مدة بالعاصمة العلمية، بدون أن ترصده عيون الشرطة السياحية أو مصلحة الأجانب بقسم الاستعلامات. وأظهرت المعلومات التي حصل عليها "اليوم24″، أن الكوري الجنوبي يقيم بحي النرجس ولا يتوفر على أوراق الإقامة، وانه عمد الى اكتراء سيارة وتشغيل سائق مغربي لنقل السياح خصوصا الأسيويين الى وجهاتهم السياحية، ومرافقتهم في مختلف الفضاءات السياحية بفاس ومكناس ومراكش. ومما زاد من الغرابة، بحسب مصادر "اليوم24″، هو أن عناصر الشرطة السياحية، حين حلوا بالمدرسة البوعنانية لإثبات حالة تلبس الكوري الجنوبي برفقة سياج أجانب، طالبوه بوثائق الهوية، فلم يجدوا معه أية وثيقة، واكتفى باطلاعهم على نسخة من جواز سفره الكوري من خلال لوحته الالكترونية. وعمد عنصرا الشرطة السياحية الى تدوين معلومات شخصية عن المواطن الكوري، وإخلاء سبيله بعد تحذيره لآخر مرة، لكنهما لم يحرصا على مطالبته بأوراق الإقامة بفاس والتأكد من وضعيته وإخضاعه لبحث دقيق في وضعيته ووجوده بالمغرب، تورد مصادر " اليوم24″.