من المقرر أن تنطلق، خلال الأيام القليلة القادمة، المرحلة الاستئنافية من محاكمة المتهمين بالانتماء إلى شبكة الدعارة الراقية بمراكش، المعروفة ب "بابيلون"، وهو الملف الذي يتابع فيه 20 شخصا، مغاربة وسعوديون، بعد أن استأنفت النيابة العامة الأحكام الابتدائية الصادرة في حقهم، والذين سبق لابتدائية المدينة أن دانت المتهمين الثلاثة الرئيسيين منهم بأحكام بلغ مجموع مددها ثلاث سنوات نافذة، إذ أدين بسنة ونصف سجنا "ي.ه"، الرأس المدبر المفترض للشبكة، المنتمي إلى عائلة معروفة في مراكش بامتلاكها لسلسة من الحانات والمطاعم والملاهي الليلية، على خلفية متابعته، في حالة سراح، بتهم تتعلق ب"إعداد محل للدعارة، والوساطة فيها، والتغاضي عنها، وتسهيل التعاطي لها، وإصدار أوامر للحراس بعدم اعتراض سبيل أي شخص يقوم بهذه الأفعال بأكثر من 40 شقة، يمتلكها بإقامة "بابيلون" بالحي الشتوي الراقي، والتي تقوم وكالته العقارية "الهدنة"، الحاملة لاسمه العائلي، بكرائها للسياح الأجانب، الوافدين على المدينة، خصوصا الخليجيين منهم، من أجل ممارسة الدعارة مقابل 2000 درهم لليلة الواحدة. مسير الوكالة العقارية المذكورة، والذي لازال في حالة فرار، كان نصيبه سنة سجنا نافذا، فيما أدين "سانديك" الإقامة بستة أشهر نافذة، بتهم تتعلق ب"تسهيل التعاطي الدعارة، وإصدار أوامر للحراس بعدم اعتراض سبيل أي شخص يقوم بهذه الأفعال بالإقامة"، والذي أكدت التحريات الأمنية المنجزة في الملف نفسه، بأنه يمتلك بدوره ست شقق بإقامة "النخلات الثلاث" بحي كليز يعدها للكراء. وقد جاء تفكيك الشبكة أياما قليلة بعد تحقيق تلفزيوني صادم بثته القناة الفرنسية "تي إف 1″، في أواخر شهر رمضان المنصرم، بعنوان: "ألف فتاة وفتاة" حول موضوع الدعارة في مراكش، حيث تمت مداهمة ثلاث شقق بالإقامة، يشتبه في أنها الفضاءات نفسها التي شهدت تصوير مشاهد من التحقيق المذكور، وهي المداهمة التي أسفرت عن توقيف 17 شخصا، جرى تقديمهم أمام النيّابة العامة بابتدائية المدينة، حيث قرّر أحد نواب وكيل الملك بالمحكمة نفسها، في ختام جلسة استنطاقه للمتهمين، متابعة ست فتيات مغربيات، في حالة اعتقال، محرّرا أمرا مكتوبا بإيداعهن السجن المحلي "بولمهارز" بتهمة "التعاطي للدعارة الراقية"، بينما أمر بإطلاق سراح ثلاثة حراس للأمن الخاص يعملون بإقامة "بابيلون" بالحي الشتوي الراقي، الذين كانوا موضوعين رهن تدابير الحراسة النظرية، مكتفيا بمتابعتهم في حالة سراح، شأنهم في ذلك شأن ثمانية سياح خليجيين، قبل أن يتم توقيف سانديك العمارة ويجري إحالة المتهمين على المحكمة، التي قررت إخلاء سبيل الفتيات ومتابعة السانديك في حالة اعتقال. هذا، وسبق للرأس المدبر المفترض للشبكة أن كان موضوع مذكرتي بحث على الصعيد الوطني، واحدة متعلقة بشبكة "بابيلون"، والأخرى بشبكة أخرى للدعارة الراقية، سبق لأمن مراكش أن فككها، قبل ذلك بأكثر من سنة أوقف خلاله خمسة حراس، بعضهم كان يعمل لدى مالك الوكالة العقارية "الهدنة"، بالإضافة إلى 11 أجنبيا، من جنسيات خليجية وفرنسية، اعترفوا أمام المحققين بأنهم استدرجوا ثماني مومسات من العلبة الليلية "ياسمين" بمنطقة النخيل، ومن ملهى "ستار بوكس" في شارع محمد الخامس بحي كليز من أجل ممارسة الدعارة. ولقد ظل المتهم الأول في الملف في حالة فرار لمدة طويلة، واكتفت الضابطة القضائية بالإشارة إلى أن الشرطة انتقلت إلى مقر إقامته بإحدى الفيلات بحي "سيدي عباد"، وسلمت استدعاء إلى زوجة شقيقه، التي نفت علمها بمكان تواجده، قبل أن يتم توقيفه وتقديمه أمام النيابة العامة، التي قررت متابعته في حالة سراح في هذا الملف المثير للجدل.