عاد الاحتقان من جديد لكلية الشريعة بفاس، حيث شيع أمس الثلاثاء، عدد من الطلبة، في جنازة رمزية نسبوها ل"ماستير" أحكام الأسرة في الفقه والقانون، و حملوا نعشا على أكتافهم ، و هم يرددون شعارات مناوئة لوزير التعليم العالي لحسن الداودي و مسؤولي الكلية. و هدد الطلبة الغاضبون و الذين يزيد عددهم عن 30 طالبا في بلاغ أصدروه، بنقل معركتهم إلى القضاء، و الدخول في أشكال احتجاجية تصعيدية ضد قرار لحسن الداودي و عمادة الكلية، احتجاجا على إغلاق التسجيل في وجههم بالسنة الأولى من " ماستير" أحكام الأسرة للسنة الجامعية الحالية "2013-2014 " ، بعد أن اجتازوا بنجاح امتحانات الولوج و إكمال الدراسة بهذا " الماستير"، مشددين على أنهم ضحايا صراعات خفية بين جناحين لأساتذة الكلية، احدهما تدعمه عمادة الكلية و رئاسة جامعة القرويين و عدد من الطلبة الموالين لهم، فيما يواجه الطلبة المحتجون تهمة الوقوف بصف منسقة " الماستير" التي أعفيت من مهمة الإشراف. و تأتي هذه التطورات المتسارعة بكلية الشريعة بفاس، عقب توجيه طلبة بكلية الشريعة لشكاية إلى وزير التعليم العالي، كشفوا خلالها خروقات وصفوها بالخطيرة، و لجوء رئيس جامعة القرويين بالنيابة، بتاريخ 8 نونبر 2013، إلى إعفاء منسقة "ماستير" أحكام الأسرة، حكيمة الحضري، من تدبير عملية الإشراف على "الماستير"، و هو القرار الذي أيده وزير التعليم العالي لحسن الداودي في ال24 من يناير 2014، حين اصدر قرار ا بإغلاق عملية التسجيل بالسنة الأولى من "الماستير" موضوع الاختلال المرصودة، و السماح للطلبة المسجلين بالسنة الثانية بإكمال دراستهم. و كانت لجنة التحقيق و التي دعا إليها الداودي برئاسة رئيس جامعة القرويين بالنيابة، قد رصدت عدة خروقات في نتائج مباراة الولوج للسنة الأولى "ماستير" أحكام الأسرة في الفقه و القانون، حصروها في عدم مطابقة وضعيات الطلبة الناجحين في المباراة لشروط و مواصفات الملف الوصفي ل" الماستير" المعتمد لدى وزارة التعليم العالي، و في مقدمتها، قبول أزيد من 30 طالبا في نتائج المباراة بخلاف ما هو مسموح به، و وجود طلبة غير حاصلين على أي ميزة و آخرين موظفين لا يتوفرون على رخصة استكمال الدراسة من الإدارات العمومية التي يشتغلون لديها ، فضلا عن عدم توقيع محاضر مباراة الولوج ل"ماستير" أحكام الأسرة من طرف لجنة المداولة و اكتفاء المنسقة المعفية بتوقيعها لمفردها. من جهتها احتجت المنسقة المعفية، حكيمة الحضري، على قرارات وزير التعليم العالي و عميد كلية الشريعة و رئيس جامعة القرويين بالنيابة، و كشفت في تصريحات للصحافة، أنها و منذ مجيئها لكلية الشريعة تعاني من حصار حقيقي من قبل جهات لم تسميها، مؤكدة أن الامتحانات موضوع تعليق التسجيل بالسنة أولى "ماستير" أحكام الأسرة، مرت في ظروف قانونية، و أنها عضو ضمن فريق بيداغوجي يتكون من 14 أستاذا، يسهرون على سير امتحانات الولوج للماستير بكلية الشريعة، و التي تكفل عميد الكلية بإعلان نتائجها خلال هذه السنة، لتفاجأ بعدا بالطعن فيها و إعداد تقارير كلها اتهامات ضدها، وصلت إلى حد اتهامي بتحريض الطلبة على الاحتجاج ضد الداودي و عمادة و رئاسة القرويين، تقول منسقة "الماستير" المبعدة.