فرع تابع لمنظمة إجرامية دولية مستقر بمدينة طنجة يشتري فتيات إفريقيات من ليبيا والجزائر من أجل نقلهن إلى أوروبا لاستغلالهن جنسيا في دور الدعارة الراقية، هذا ما كشفه عنه بلاغ للقيادة العامة للأمن الإسباني، يوم السبت الماضي، بعد تفكيك شبكة إجرامية نيجيرية تنشط بين نيجيرياوالنيجر وليبيا والجزائر والمغرب وإسبانيا وبلجيكا، تستقطب نساء نيجريات في أفق تهريبهن إلى أوربا لاستغلالهن جنسيا في مجموعة من المدن الإسبانية. هذه المعطيات توصل إليه الأمن الإسبانية بعد تحرير فتاة نيجيرية في منطقة "غاليسيا" من قبضة الشبكة التي "استعبدتها"، بعد أن اشتراها فرع الشبكة بالمغرب من ليبيا أو الجزائر قبل أن يهربها على متن قوارب الموت إلى الجنوب الإسباني. العملية الأمنية التي أسفرت عن اعتقال ثلاثة من أفراد الشبكة لا يستبعد أن تكون تمت بتنسيق مع الأمن المغربي، لاسيما أنها تأتي بعد 10 أيام عن حديث موقع "الإسبانيول" عن تمكن المديرية العامة للأمن الوطني (المغرب) من اعتقال، في فبراير الماضي، أكبر مهرب للنساء الإفريقيات واستغلالهن جنسيا في القرن الواحد والعشرين، والملقب ب"نصف إله"، والمالك للعديد من القوارب التي تنشط بين المغرب وإسبانيا، والمتحكم، أيضا، في مصير المئات من "العاهرات" الإفريقيات، علاوة على اعتقال اثنين من مساعديه الرئيسيين. ويتعلق الأمر بالمواطن النيجيري إيبو رابيل الذي يعيش في مدينة طنجة، والذي كان يعتبر "نصف إله"، بحيث "ممنوع على أي كان أن يشير إليه"، بفضل النفوذ الذي يمتلكه من عائدات احتكار تهريب مهاجري إفريقيا جنوب الصحراء إلى أوروبا منذ سنة 2008. قصة مؤلمة رحلة الفتاة المحررة دامت 3 سنوات للوصول إلى إسبانيا عبر المغرب، قطعت خلالها مسافة 12 ألف كيلومتر بين السير على الأقدام وركوب حافلات نقل المهاجرين. استقطبت الضحية، أولا، في مدينةBenin City النيجرية، من خلال استغلال الوضع المزري الذي كانت تعيشه، حيث تم إغراؤها بمساعدتها لبلوغ الفردوس الأوربي، مقابل التزامها بدفع "تكلفة الرحلة" للشبكة عند الوصول إلى بلجيكا، حيث ينتظرها رجل ثري للزواج منها، مما سيسمح لها بضمان مستقبل أفضل. قبل الخروج من نيجيريا أخضعت الفتاة لطقوس سحر "vudú"، المعروف في إفريقيا، والذي التزمت عبره بتنفيذ بالحرف كل ما تطلب منها الشبكة، وأن لا تشتكي أو ترفع أي شكاوى لأي جهة، علاوة على أداء قسم الولاء للشبكة، وأن أي خيانة من قبلها قد تؤدي إلى قتلها أو استهداف عائلتها. هكذا انتقلت الفتاة إلى جانب 8 نساء أخريات من نيجيريا إلى النيجر، ومنها إلى الجزائر، من هناك إلى ليبيا. بعد وصولها إلى طرابلس اكتشف الشبكة أن الفتاة حامل وترفض إجهاض الجنين، ما دفعها إلى التخلي عنها، لأنها لم تصلح للاستغلال الجنسي. هناك التقت بأحد النيجيريين الذي ساعدها على العبور إلى الجزائر، قبل أن "تنتقل إلى المغرب بوثائق مزورة. في المغرب وجدت الشبكة التي اشترتها في انتظارها، حيث نقلت إلى طنجة في أفق انتظار الوقت المناسب لتهريبها على متن قارب إلى إسبانيا". بعد خروج قارب الموت الذي كانت على متنه الضحية، تم إنقاذه من قل البحرية الإسبانية في أعماق البحر قبل أن ينقل كل المهاجرين إلى مركز لمساعدة المهاجرين في الجزيرة الخضراء، هناك تلقت الضحية مكالمة هاتفية طارئة من "مستغِلتها" المستقبلية والتي أمرتها بالتوجه إلى أحد الأمكنة، حيث سيكون في انتظارها عناصر من الشبكة، لأخذها إلى وجهتها، لكن هذه الوجهة لم تكن سوى نادي دعارة سجنت فيه لمدة 3 سنوات.