المديرية العامة للأمن الوطني، تتمكن من إسقاط أكبر مهرب للنساء الإفريقيات، واستغلالهن جنسيا في القرن الواحد والعشرين، والملقب ب"نصف الإله"، والمالك للعديد من القوارب، التي تنشط بين المغرب وإسبانيا، والمتحكم أيضا، في مصير المئات من "العاهرات" الإفريقيات. كما تم اعتقال اثنين من مساعديه الرئيسيين، هذا ما كشفه تحقيق لصحيفة "الإسبانيول". وتمت عملية الاعتقال بتنسيق مع الأجهزة الأمنية الإسبانية، في فبراير الماضي، قبل أن يسربها الإسبان إلى الإعلام، فيما لم تؤكد أو تنفي السلطات المغربية الخبر. ويتعلق الأمر بالمواطن النيجري إيبو رابيل، الذي يعيش في مدينة طنجة، والذي كان يعتبر "نصف إله"، بحيث "ممنوع على أي كان أن يشير إليه"، بفضل النفوذ، الذي يمتلكه من عائدات احتكار تهريب مهاجري إفريقيا جنوب الصحراء إلى أوربا منذ عام 2008. ويضيف التحقيق أن رابيل يعتبر "نصف إله" تهريب البشر مقارنة مع بابلو إسكوبار وإلشابو غوثمان، اللذان هما مجرد ملكا تهريب الكوكايين. الأمن الإسباني الذي نسق مع المغرب لإسقاط رابيل يكشف قائلا:"كان يبدو لنا من المستحيل اعتقاله، لأنه كان يعتبر أنه لا أحد قادر على لمس. إلى درجة أنه كلما كان هناك مشكل مع مواطنين من نيجريا في أوربا، يتدخل رابيل، وصحبه لتقديم حلول"، قبل أن يؤكد أن "الأمن المغربي قام بعمل كبير". ويوضح التحقيق أن رابيل يقود المنظمة الإجرامية التي تمتد خيوطها إلى نيجريا، والنيجر، وأوربا، انطلاقا من المغرب. حيث يتم اختيار شابات جميلات في نيجريا وإغرائهن بالتكلف بكل مصاريف نقلهن إلى أوربا، مقابل أن يلتزمن بإرجاع الدين بالتقسيط في أوربا، غير أنه بعد تهريبهن إلى إسبانيا انطلاقا من شمال المملكة يتم حجزهن في أمكان مغلقة لاستغلالهن جنسيا لسنوات. وتحدثت تقارير الأمن الإسباني عن فرض هذه الشبكات على الإفريقيات دفع 55 إلى 60 مليون سنتيم، وهو الشيء الذي يعجزن عنه، ليضطرن إلى الاستمرار في الدعارة، لأن الرفص يعني أن يتدخل "رابيل"، ويأمر بحرق منزل العائلة في نيجريا، أو الاعتداء على أفراد الأسرة. التحقيق يكشف، كذلك، أن القاصرات الإفريقيات يحتفظ بهن "رابيل" في المغرب حتى يبلغن سن الرشد، ومن بعد ينقلهن إلى إسبانيا على متن قوارب الموت، أو عبر معابر سبتة، أو مليلية للاستغلالهن جنسيا في أوربا.