في الوقت الذي لا يزال فيه تدريس الأمازيغية كلغة رسمية في المملكة يثير الكثير من الجدل بسبب التماطل في تعميم تدريسها، قام الجيش الإسباني بتنسيق مع حكومة مدينة مليلية المحتلة، في سابقة من نوعها، باتخاذ قرار تدريس اللغة الأمازيغية للعسكريين الإسبان الراغبين في تعلمها بشكل طوعي. هذه المبادرة من شانها أن تنتقل، تدريجيا، إلى مدينة سبتةالمحتلة، وجزر الكناري، باعتبار ان الأمازيغية تشكل تحارثا حضاريا لشعوبها. المعطى الجديد الذي تفاعل معه إسبان ومغاربة اوردته صحيفة "إلكوفيدينثيال ديجيتيال"، المقربة من المخابرات الإسبانية، مشيرة إلى أن "العسكريون الإسبان المتواجدون في قاعدة ألفونصو XIII بمليلية يمكنهم الاستفادة من مقعد لتعلم اللغة تمازيغت المنتشرة بشكل كبير في جبال الأطلس"، وأكدت على انه "سيفتح فصل دراسي لمدة ثلاثة أشهر ونصف". كما إن هذا المبادرة غير المسبوقة جاء على إثر "اتفاق موقع بين القيادة العامة لمليلية والمعهد الثقافي من اجل إطلاق فصل تدريس تامازيغت لعسكريين إسبان في مليلية". فصل تعلم تمازيغت سيبدأ باستقبال 25 عسكريا بهدف "بحث ودراسة وتعزيز ونشر قيم الأساسية للتعددية الثقافية بمليلية كتراث مشترك لمليلية وإسبانيا"، كما يتوخ من ذلك تعزيز الأنشطة التي من شانها التعريف بثقافة الأخرى لدى الإسبان. مصادر إسبانية عزت تدريس "تامازيغت" إلى كون عدد كبير من الجنود الإسبان المتواجدين بمليلية ينحدرون من المغرب، كما ان اعتماد لهجة تمازغيت المنشرة بالأطلس المتوسط وليس الريفية (الشمال) او تشلحيت بسوس، يعزى إلى كون "تمازيغت" هي حلقة الوصل بين كل اللهجات المكونة للغة الأمازيغية.