بمجرد ما وطئت قدما الجينرال دي ديفيزيون " ألفارو دي لابينا كوسطا" أرض مليلية، بعدما تم تعيينه قائدا جديدا للحامية العسكرية بالثغر المحتل، في يوليوز 2011، بادر إلى تصريح يند بشوفينية والحقد الأعمى، فعبر عن سعادته وافتخاره بأن يصبح أحد سكان المدينة، المنفتحة والعصرية والمضيافة والتي تعكس وجه إسبانيا، والتي تضرب جدورها في تاريخ إسبانيا العريق، متجاهلا أن البحر الأبيض المتوسط يفصل بين شبه الجزيزة الإيبيرية وهذه "القلعة". لم يحمل الجينرال دي ديفيزيون " ألفارو دي لابينا كوسطا" معه مشاريع تنموية، طبعا لأن ذلك ليس من اختصاصه، ولكنه أعلن أنه يرغب في تعزيز أعداد الجيش العامل تحت إمرته، وتجهيز الحامية بنظام للاتصال بواسطة الأقمار الاصطناعية وصواريخ من نوع "سبيك". وقبل ذلك، وطيلة شهر ماي عقد المسؤولون في القيادة العامة للقوات المسلحة الإسبانية بمليلية قد عقدوا سلسلة من الاجتماعات السرية بهذه الثغر المحتل وبمدن اشبيلية ومدريد بإسبانيا، وقد تم تخصيص هذه الاجتماعات أساسا لمناقشة الاستراتيجية التي يجب وضعها من أجل معاكسة بناء المغرب الشطر الطرقي الذي يربط البلدات المتاخمة لهذا الثغر ( بني نصار فرخانة و إياسينن) على طول الخط الذي يحيط بهذا الحصن، وهو ما وصفته سلطات مليلية بكونه "تكتيكا عسكريا مغربيا". وفي هذا الإطار قررت السلطات الإسبانية دراسة إمكانية وضع أنظمة جديدة للدفاع والهجوم تتضمن 4 مخططات: أولا: بناء خنادق بالإسمنت المسلح على طول المحيط الحدودي لمليلية، لإيواء دبابات وضمان حمايتها ضد الصواريخ. ثانيا :وضع مخابئ تحت الأرض من أجل ملاحظة ومراقبة ما يجري في الجهة الأخرى خارج الأسلاك الشائكة. ثالثا: تهيئة مساحات تخصص لوقوف الدبابات وشاحنات تحمل منصات لإطلاق الصواريخ من نوع "سبرك تو" مع وضع أرضية لإطلاق الصواريخ من نوع "ميسطال" مجهزة بردارات متحركة. رابعا: تعمد الجيش الإسباني في 26 و 27 أبريل الماضي وضع يافطات مكتوب عليها باللغة العربية "وزارة الدفاع الإسبانية: ممنوع المرورت أرض" وذلك بجزيرتي "تيرا" و "مار" المتواجدتان بعرض شواطئ إقليمالحسيمة. فهل يستدعي بناء طريق لفك العزلة عن قرى صغيرة الرفع من عدد الجنود وتعبئة كل هذه الإمكانيات؟ الجواب طبعا لا، غير أن الجار الشمالي لا يسيصغ أن يرى التنمية تقترب من الثغور التي يحتلها لأن الثابت في علصقته مع المتغرب هو ترجيح كفة المصالح الاستراتيجية عن مبدأ حسن الجوار الذي يدعيه.