موفد "اليوم 24" إلى أديس أبابا: يونس مسكين "عليك أن تعرف أن رجلا اسمه ألفا كوندي هو الذي صنع فرحتكم هذه الليلة"، يقول مصدر دبلوماسي حضر الجلسة المغلقة ل"اليوم 24″، مضيفا أن "مواجهة كلامية مباشرة وشنآنا وقع بينه وبين جاكوب زوما، حيث رفض الأخير اللجوء إلى التصويت، كما رفض التسليم بما أفرزته الرسائل الجوابية للدول الأعضاء، ليرد عليه كوندي بالقول: هل تريدون الديمقراطية أم لا، أليست الديمقراطية حوارا وأغلبية وأقلية؟" مواجهة كانت أصداؤها تصل إلى البهو المقابل لجلسة نيلسون مانديلا، وجل من يخرجون منها لسبب أو لآخر، يرددون عبارات الطمأنة والتهاني أمام الصحافيين المتوترين. حوالي الساعة الثامنة والنصف من تلك الليلة المشهودة، بدا المشاركون في الجلسة وقد خرجوا فجأة بشكل جماعي، بعضهم ألقى عبارات تهنئة سريعة ورحل، والبعض الآخر وقف مبشرا المغاربة المنتظرين بانضمام بلادهم الرسمي. تفاصيل ما أنهى تلك الجلسة الصاخبة، تتلخص في صمود الرئيس الغيني ألفا كوندي أمام تصعيد الرئيس الجنوب إفريقي جاكوب زوما. وفي الوقت الذي كان معسكر خصوم المغرب يدفع في اتجاه منع الاحتكام إلى التصويت واعتبار الملف غير منته في انتظار موعد آخر، توافق المشاركون في النهاية على حل يحفظ ماء وجه الرافضين لعضوية المغرب، يتمثل في اعتبار المغرب عضوا في الاتحاد الإفريقي على أساس الرسائل التي بعثتها الدول إلى المفوضية الإفريقية. لحظة إعلان الخبر اليقين والنهائي كانت إيذانا باستسلام جل المغاربة المتحلّقين في باب القاعة لانفعالاتهم، ضحك ودموع وزغاريد تعالت بمجرد تأكيد أوائل الدبلوماسيين والوزراء المغادرين اتخاذ القرار. "آجي آ خويا نفرحو راه شحال هادي ما فرحو المغاربة، حتى الكرة والعاب القوى ما بقات كاتفرحنا"، يقول أحد الصحافيين مخاطبا مبعوث "اليوم 24". فيما كانت أجواء الفرح هذه مثار انزعاج واضح من جانب وفد جبهة البويساريو، خاصة منه أربع نساء قطّبن حواجبهن ورددن عبارات الاستهجان تجاه الزغاريد التي أطلقتها المغربيات فرحا باستعادة مقعد غادره المغرب منذ 33 عاما.