تعود مذكرات كل من شوقي بنيوب وعباس بودرقة، إلى تفاصيل النقاش والجدل حول جلسات الاستماع العمومي لضحايا سنوات الرصاص، وخاصة منها الشق الخاص بالنقل التلفزيوني لتلك الجلسات. الكتاب تطرق إلى جلسات مطولة للنقاش الحاد واتخاذ القرارات، انتهت بالحسم في اتجاه تنظيم هذه الجلسات ونقلها مباشرة عبر القنوات العمومية. الأجراء الاخير تطلب الجلوس في اجتماعات مع كل من المدير العام للقطب العمومي، فيصل العرايشي، ومديرة الاخبار في القناة الثانية سميرة سيتايل. " وللتاريخ، ستلعب السيدة سميرة سيتايل دورا أساسيا في مساعدة هيئة الانصاف والمصالحة، بتأكيدها على مساعدة الهيئة في إتمام مشروعها التصالحي والسماح لها بإتمام بث الجلسات العمومية". تم الاتفاق مع القنوات العمومية على انطلاق بث الجلسات في السادسة والنصف مساء، "لكن الشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة تشبثت بإيقاف البث 10 دقائق قبل بداية نشرة أخبار الثامنة مساء، والجميع يعلم أن نشرة الأخبار قد تؤجل بسبب نقل مباراة للفريق الوطني لكرة القدم". هذا الاصرار من جانب فيصل العرايشي على قطع البث عن الجلسات بمجرد اقتراب موعد النشرة الرئيسية للاخبار، جعل أعضاء الهيئة يعيشون لحظات عصيبة مع انطلاق تلك الجلسات، لخوفهم من عدم احترام المشاركين للمدة المخصصة لكل منهم، وتجاوزهم بالتالي موعد الثامنة مساء. "كانت المفاجأة الكبرى استمرار جلسة الاستماع العمومية واسترسالها لما بعد الساعة الثامنة مساء. ويعود الفضل في هذا القرار التاريخي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي تابعها مع عموم النظارة منذ انطلاقتها، وأصدر أمره بعدم توقيف البث وتركها تأخذ وقتها كاملة". أمر ملكي ضمن لتلك الجلسات الشهيرة نجاحها، "وبعدها وعلى امتداد اليومين المواليين، كان عديد أعضاء هيئة الانصاف والمصالحة ضيوفا في النشرات الاخبارية لعدة وسائل إعلام دولية".