كشف إلياس العمري، الأمين العام لحزب الاصالة والمعاصرة أن المقال المثير للجدل الذي كتبه عن "المصالحة"، صححه واطلع عليه مجموعة من الأشخاص، ضمنهم المصطفى المعتصم، الأمين العام لحزب البديل الحضاري المنحل. في هذا الحوار، يكشف المعتصم علاقته بإلياس، وقصة الوثيقة: حضرت لندوة مع الياس العمري الأمين العام للأصالة والمعاصرة، وتم تقديمك بأنك "مصحح" وثيقة المصالحة التي وقعها إلياس، هل كنت من معدي الوثيقة ولماذا عرض عليك تصحيحها؟ لم أساهم في إعداد الوثيقة، كل ما في الأمر أنني التقيت الياس العمري في محج الرياض، بالرباط، بعد ظهور نتائج الانتخابات، وتحدثنا عن حيثيات النتائج وأراد معرفة رأيي وملاحظاتي، فقلت له إن من أسباب عدم مشاركة الناس في الانتخابات هو المناخ العام السلبي، وغياب الأخلاق في العمل السياسي، وأشرت الى أنه عندما يتهم سياسي زميله بأنه يبيع المخدرات، أو أنه إرهابي من داعش فإن هذا أمر خطير يهدد المغرب. بعدها سألني إلياس العمري عن رأيي لتجاوز هذا الوضع، فقلت له إنه يجب القطع مع هذه الممارسات، فأخبرني الياس أنه يتفق معي ووعدني بأنه سيكتب وثيقة ويرسلها الي، وهذا ما حصل حيث أرسل لي الوثيقة، وقد أكبرت فيه هذا الموقف. كيف راجعت الوثيقة، وهل أضفت لها شيئا؟ لم أراجعها لغويا ولم أساهم في كتابتها، فقط اطلعت عليها، ووجدت أن الأفكار التي عبرت عنها خلال لقائي مع الياس العمري متضمنة فيها وخاصة في الخاتمة. لكن الوثيقة غامضة ولم توضح ماذا يقصد بالمصالحة، هل البيجيدي، أم جهة أخرى، خاصة أن الوثيقة جاءت في سياق مفاوضات تشكيل الحكومة؟ لقد كنت أخشى منذ البداية أن يساء فهم هذه المبادرة، ولهذا كتبت تدوينة على حائطي على فيسبوك، قلت فيها للبيجيدي"إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها.. ". ولم أكتف بذلك، بل إنني قمت باتصالات لشرح المبادرة تجاه البيجيدي. مع من اتصلت؟ اتصلت بمسؤول في البيجيدي، ربما أذكر اسمه فيما بعد وليس الآن، وأخبرته بحيثيات المبادرة، وقالت له "إما أن تبلغ ابن كيران بالحيثيات أو رتب لي لقاء معه لأشرح له" لكن يظهر أن أجندة ابن كيران لم تسمح لأنه انشغل في مفاوضات تشكيل الحكومة. هل قمت بأي مبادرات أخرى؟ نعم التقيت برئيس حركة التوحيد والاصلاح، عبد الرحيم الشيخي، وابلغته بأن مجموعة من شباب حزب الأًصالة والمعاصرة، يطرحون فكرة المصالحة، منهم سعيد الرهوني، وهو يساري سابق التحق مؤخرا بالبام، وكان له دور في إعداد وثيقة الياس، فلم يبد اعتراضا. هل رتبت أي لقاء بين هؤلاء الشباب والتوحيد والاصلاح؟ لا لم أرتب أي لقاء لأنني انشغلت ولم أتابع الموضوع. هل كلفك الياس بإجراء هذه الاتصالات أو الوساطة؟ لا، بل إنني لم أستشره أصلا، هذه مبادرة خاصة، وقد سعيت الى رفع اللبس حتى لا تفهم خطأ. وكيف عرفت أن المبادرة موجهة الى البيجيدي، فقد خرج الياس لينفي أنها موجهة الى البيجيدي؟ المبادرة موجهة الى الأحزاب كلها، ولكن بما أن الصراع محتدم بين البيجيدي والبام، الذين يعتبران قوتين أساسيتين فقد فهمت بهذا الشكل. لكن الياس العمري خرج من جديد ليربط المبادرة بمواجهة الانفصاليين؟ فما علاقة المصالحة بهذا الموضوع؟ لأن الاحتراب والصراع لا يخدم سوى أجندة المتآمرين على المغرب، ولهذا لابد من المصالحة لمواجهة مثل هذه النزعات. هل تعتقد أن زعيم البام كان سيدعوا للمصالحة لو حل في الرتبة الأولى في الانتخابات؟ علينا أن نتجاوز جراحنا ومآسينا ونجلس لطرح الإشكالات الكبرى. أعتقد أن هناك قناعة لدى قيادة البام بأهمية المصالحة، وقد كانوا سيطرحونها قبل الانتخابات، لكنهم أجلوها. بخصوص وضعية حزب البديل الحضاري الممنوع، هل لازلت تطمح الى إحيائه من جديد؟ طبعا، لقد وجهت الى جلالة الملك رسالة بهذا الشأن في يونيو الماضي ولا زلت أنتظر الرد. لقد كنا نستعد لخوض حملة لصالح حزبنا بالموازاة مع الانتخابات التشريعية، لكن بعد استشارة محامينا خالد السفياني، قررنا الانتظار الى حين تشكيل الحكومة. هل يدعمك البام في مسعاك؟ كل الأحزاب والمثقفين سواء اتفقوا معنا أم لا فهم يدعموننا وهذا إيجابي.