تعددت القراءات ل"الخرجة الإعلامية" الأخيرة لإلياس العمري، زعيم حزب الأصالة والمعاصرة، بعد نشره لمقال "يدعو فيها كل الأحزاب إلى "مصالحة تاريخية". وفي هذا السياق، اعتبر المناضل اليساري، عبد الصمد بلكبير، أن مقال "الرأي" الذي نشره الياس العمري، أكثر من مجرد مقال، قبل أن يضيف "إنه أقرب إلى بيان عن رهان كامل". وقال بلكبير في حديثه إلى "اليوم24" إن "بيان" إلياس العمري يؤشر على أن "مشروع الأصالة والمعاصرة، ومن يقف وراءه، انتهى". كما يؤشر المقال، حسب المتحدث، على أن "البام" ومن يرعاه "فضل أن يضحي بإلياس العمري بدل أن يضحي بالحزب كله في هذه المرحلة بالذات، بعد الفشل السياسي الذي مني به في الانتخابات الأخيرة". وشدد على أن مضامين بيان أو مقال العمري "ايذان بنهاية خطاب ونهاية زعامة ونهاية رهان كامل". ولفت إلى أن هذه الرسالة تؤكد "فشل الرهان الذي رفعه "البام" أو من يقف وراءه، بعدما سُخرت أمام إلياس وحزبه كل الأدوات والامكانيات لتصدر نتائج الانتخابات الأخيرة، ولم يتحقق له ذلك، بسبب الارادة الشعبية التي رأت خلاف ذلك". ويرى بلكبير أن ما يؤكد هذا التفسير هو "إسراع حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى التحالف مع عبد الاله ابن كيران، بعدما راهن العمري كثيرا على إقناعهم بالتموقع في المعارضة إلى جانبه، ففشل". ولفت الانتباه إلى أن هذا التحالف إذا نجح فإنه "يعلن نهاية حقيقية وعملية لمشروع "البام"، الذي كان يراهن على تكريس التناقض الايديولوجي في الساحة السياسية، وراهن كثيرا على عزل البيجيدي، ولم ينجح في ذلك". "كما راهن حزب البام على أن يكون الحزب رقم واحد في المغرب، وإذا نجح تحالف البيجيدي والاستقلال والاتحاد، فإنه سيصبح الحزب رقم 10 في المغرب، ولذلك يسعى الياس إلى انقاذ ما يمكن انقاذه"، حسب بلكبير. لكن القيادي اليساري استدرك بالقول إنه "لا يستبعد أن يكون ما أعلنه إلياس العمري، مؤشر، ايضا، على رغبة "معينة" تؤسس لمخطط محتمل قريب أو بعيد، غايته تشكيل حكومة وحدة وطنية". وجوابا عن دواعي تشكيل حكومة وحدة وطنية في هذا الزمن السياسي بالذات، أوضح بلكبير أن إلياس "حاول التأكيد على وجود دواعي وتحديات أمنية داخلية، ووجود دواعي خارجية مرتبطة بما هو اقتصادي".
وردا على ما كتبه العمري في المقال، اعتبر خالد رحموني، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أن "بشائر المصالحة الحقيقية هي تلك النابعة من صميم القوات الشعبية، والتي بادر إليها العدالة والتنمية والاصلاحيين الديمقراطيين منذ زمن بعيد، والتي تجري أطوارها في سياق تشكيل حكومة الانتقال الديمقراطي بقيادة عبد الاله بنكيران، وبمساهمة القوى السياسية ذات المنبت الوطني". وقال رحموني، في تدوينة على الفيسبوك، إن دعوة إلياس العمري إلى المصالحة "مجرد مناورة سياسية جديدة، لقطع الطريق على عمق اللحظة، وتروم التشويش من أجل التعطيل". وأضاف عضو الأمانة العامة للبيجيدي أن دعوة العمري "مجرد فقاعات أخرى ذات المنبت السلطوي".