اعتبر محمد ضريف ان التحولات التي عرفها المغرب في السنوات الأخيرة٫ والدعوات إلى اعادة الاعتبار الي العمل السياسي٫ هي التي دفعته رفقة مجموعة من الفعاليات إلى تاسيس «حزب الديمقراطيين الجدد» والذي اعلن عن ميلاده مؤخرا { ماهي الأسباب والدواعي التي جعلتك تفكر في الدخول لغمار العمل الحزبي بتأسيس حزب سياسي جديد؟ هناك العديد من الأسباب، غير أن السبب الجوهري هوالتحول الذي يشهده المغرب، على اعتبار أنه مند وصول الملك محمد السادس للحكم في 1999، كانت هناك دعوات لإعادة الاعتبار للعمل السياسي بمفهومه النبيل وبدلت جهود من أجل إصلاح الأحزاب السياسية. وكانت نتيجة ذلك اعتماد قانون جديد للأحزاب السياسية في 2006. وتطور هذا المسار ليفضي إلى اعتماد دستور جديد في فاتح يوليوز2011 واعتماد قانون تنظيمي جديد للأحزاب السياسية في أكتوبر 2011. هذا التحول يدفع إلى ممارسة نوع من المواطنة الإيجابية، وهذه المواطنة تقتضي أن تنخرط مجموعة من الأطر والفعاليات والكفاءات في العمل الحزبي بعد ملاحظة وجود نوع من الفعاليات الراغبة في الانخراط في العمل الحزبي.
{ هل يتعلق الأمر بفعاليات أونخب سبق أن تمرست بالعمل الحزبي في إطار أحزاب أخرى؟ تم استهداف ثلاثة أصناف من الأطر والكفاءات والفعاليات: الصنف الأول يشمل الكفاءات والفعاليات التي لديها صورة سلبية عن العمل الحزبي، غير أنها اقتنعت بأن الأوضاع قد تغيرت في المغرب، وتدرك الآن بأن صوتها لن يصل إلى الآخرين إلا من خلال الانخراط في العمل الحزبي. الصنف الثاني، وهم مجموعة من الفعاليات والأطر التي وجدت صعوبات في أحزاب أخرى، بمعنى أنها كانت ترغب في العمل الحزبي، ولكن طبيعة الكثير من الأحزاب التي في غالب الأحيان تشتغل بتنظيمات مغلقة منعت هؤلاء من الالتحاق بالعمل الحزبي. الصنف الثالث:هم مجموعة من الأطر والفعاليات التي التحقت بأحزاب سياسية واضطرت لمغادرتها، لأنها اكتشفت حجم التناقضات بين الشعارات المرفوعة وبين الممارسة الفعلية.
{ هل يتعلق الأمر بمواكبة المرحلة الانتقالية في مغرب ما بعد 2011؟ الفكرة قديمة وتعود لبداية حكم الملك محمد السادس، ولكن من سرع بتنفيذ الفكرة وإخراجها إلى حيز الوجود،هوهذه التناحرات والتطاحنات التي تكاد تمس بوحدة المغرب. هناك أحزاب عوض أن تعمل على تقوية وحلق شروط توحيد المغاربة، تساهم من خلال حساباتها السياسوية الضيقة في إحداث شرخ بين مكونات المجتمع المغربي. نلاحظ هذا التناقض وهذا الشرخ بين الإسلاميين وبين العلمانيين. ونعتقد بأن ما يحتاجه المغرب هونوع من الحكامة الحزبية، ما دام أن الحكومات في آخر المطاف تتكون من أحزاب سياسية. وبالتالي، فإن هذه الحكامة الحزبية تقتضي وجود أحزاب لا تسجن نفسها داخل إكراهات الايديولوجيات الضيقة، بل يجب أن تعمل على تقديم بدائل من خلال تكريس قيم المواطنة بصرف النظر عن مرجعيات إيديولوجيات القوى السياسية والتعامل مع فئات المجتمع من زاوية النهوض بأوضاعها.
{ ما هوالاسم الذي ستطلقونه على الحزب الجديد ومما تتكون تركيبته التنظيمية؟ اختارت النواة الصلبة المؤسسة للحزب اسما مؤقتا له وهو:حزب الديمقراطيون الجدد. وتم تحديد لائحة المؤسسين انطلاقا من معايير يشترطها القانون التنظيمي للأحزاب. هناك لا ئحة تضم 600 عضومؤسس موزعين على حوالي 11جهة، ونطمح في تغطية كل الجهات على مستوى التأسيس. وما إن نستكمل التحضيرات والمسائل اللوجستيكية، ونقدم ملف الحزب السياسي الجديد للسلطات المختصة والحصول على وصل الإيداع المؤقت،سندخل مرحلة التحضير لعقد المؤتمر التأسيسي. والهدف المتفق عليه أن تتم كل الترتيبات ووضع الملف خلال هذه السنة. كذلك، يفضل أغلب الأعضاء المؤسسون أن يكون مقر الحزب بمدينة الدارالبيضاء.