قلل الدكتور منار السليمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط من أهمية الرهان على حزب الأصالة والمعاصرة الذي أعلنت حركة "لكل الديمقراطيين" عن تأسيسه يوم الخميس الماضي، في إحداث تغيير جوهري في الساحة السياسية المغربي، واعتبر أن ترجمة الحزب على الأرض الواقع في مواجهة الإسلاميين كما أعلن مؤسسوه في فترة الإعداد لإطلاقه سيكون خطأ فادحا استبعد أن تقدم عليها قيادات الحزب والدولة. "" وحذر السليمي في تصريحات خاصة ل "قدس برس" من امكانية انحياز الدولة لحزب "الأصالة والمعاصرة"، واستبعد أن يكون حديث أقطاب الحزب في مرحلة الاعداد للتأسيس عن مواجهة الإسلاميين خيارا سياسيا للحزب، وقال: "لقد كان فؤاد عالي الهمة الذي يقف خلف حزب الأصالة والمعاصرة، قد أعلن أنه انتقل من مهمته كرجل أمن في وزارة الداخلية إلى سياسي عندما ترشح للبرلمان وأسس حركة لكل الديمقراطيين، وأعتقد أن من ينشئ حزبا بصفة عامة لمواجهة الإسلاميين فإنه مخطئ للطريق، لأن العالم العربي يعيش حالة أسلمة للسياسة غير مسبوقة، وإذا اختار حزب الأصالة والمعاصرة مواجهة الإسلاميين فإنه سيوحد اليساريين والإسلاميين في المغرب لأول مرة". وأشار السليمي إلى أن وحدة الإسلاميين واليساريين في المغرب ستكون لها نتائج خطيرة على المشهد السياسي المغربي بالكامل، وقال: "لقد أدى هجوم الهمة على الإسلاميين إلى بداية تقارب بين الإسلاميين والاتحاد الاشتراكي، وهذا أمر لا أعتقد أن الدولة تريده، هذا علاوة على وجود تقارب على الأرض بين اليساريين والإسلاميين على مستوى بعض المطالب النقابية، وبالتالي أرى أنه من الصعب على أي حزب أن يقول أنه جاء لمواجهة الإسلاميين، وعلينا أن ننتظر بعض الشيء لنرى إذا كانت الدولة محايدة أم لا، فإذا كانت محايدة فسنكون أمام مشهد طبيعي أما إذا انحازت الدولة سنكون أمام منزلقات خطيرة لا سيما في ظل تزايد المشاكل الاجتماعية بفعل ارتفاع الأسعار"، كما قال. وأوضح السليمي أن ميلاد حزب الأصالة الذي لم يخالف تواريخ ميلاد أغلب الأحزاب المغربية، من حيث اقترانه بالاستعداد لاستحقاق الانتخابات الجماعية، كان أقل مما ينتظره السياسيون منه، وقال: "نحن أمام وليد صغير أقل مما كان منتظرا، فهو تجمع لمجموعة من الوجوه السياسية وبعض الوجوه اليسارية، وهي شخصيات من دون قواعد. وعلى الرغم من أن توقيت إعلانه كان طبيعيا لأنه يسبق تاريخ الانتخابات الجماعية، فإنه حمل في طياته بعض التناقضات، فقد كان هدفه المعلن سابقا هو الدفاع عن الديمقراطية، واليوم يعلن أنه يهدف للمشاركة في الانتخابات، وأنه يأتي لحماية الساحة السياسية من البلقنة، وهي شعارات عامة لا تغني عن مضمون السياسة المرتقبة التي سيتبعها الحزب، وعما إذا كان تجمعا لمجموعة من الأحزاب ذات مشروع سياسي، أم أنه خطوة من فؤادعالي الهمة، وإذا كان الأمر متعلقا بالهمة في حد ذاته فنحن سنكون بعيدين عن الديمقراطية باعتبار استمرار الحديث عن الكاريزما وربطالأحزاب بالأشخاص". وكانت مجموعة من الأحزاب والشخصيات المنضوية تحت لواء حركة لكل الديمقراطيين التي كان قد أسسها قبل عدة أشهر كاتب الدولة السابق والشخصية المقربة من العاهل المغربي محمد السادس فؤاد عالي الهمة، قد أعلنت يوم الخميس الماضي عن حزب جديد يحمل اسم "الأصالة والمعاصرة". ويضم الحزب في صفوفه فعاليات وشخصيات تنتمي إلى "حركة لكل الديمقراطيين"، وخمسة أحزاب حلت نفسها وهي الحزب الوطني الديمقراطي، وحزب العهد، وحزب البيئة والتنمية، وحزب رابطة الحريات، وحزب مبادرة المواطنة والتنمية. وأوضح بلاغ لحزب الأصالة والمعاصرة، أن قرار تأسيس الحزب يأتي في "إطار الدينامية الإيجابية التي يعرفها الحقل السياسي الوطني، والتي عرفت تباعا تشكيل فريق نيابي داخل مجلس النواب في بداية الدورة الأولى من السنة التشريعية الأولى من الولاية الحالية ثم فريقا ثانيا داخل مجلس المستشارين تحت اسم الأصالة والمعاصرة، انصهرت فيهما فعاليات برلمانية تنتمي إلى مشارب وتنظيمات حزبية مختلفة".
ووصف المؤسسون هذه الخطوة بالمبادرة الشجاعة"، التي قالوا إنها "تشكل تحولا مهما في المشهد الحزبي، ينم عن وعي كبير بالمسؤولية، ويعطي الدليل على أن الدينامية، التي تعرفها الحياة السياسية الوطنية ماضية لا محالة في الاتجاه الصحيح". وحسب مؤسسيه فإن هذا الحزب الجديد "يريد التموقع داخل المشهد الحزبي انطلاقا من مبادئ وأهداف واضحة، ويطمح بروح إيجابية بناءة إلى المساهمة في رص صف كل القوى الديمقراطية قصد كسب رهانات التحديث والتنمية البشرية والتنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية". وأضاف البلاغ أن "حزب الأصالة والمعاصرة يؤمن بضرورة الجمع بين التراكم المثمر للصالح من موروث التجربة السياسية الوطنية، الغنية بنضالاتها وتعدديتها، وبين التجديد والانفتاح على ما يزخر به مغرب اليوم من طاقات وكفاءات أصبحت تعبر بقوة على استعدادها للانخراط الملتزم ومباشرة العمل السياسي النبيل داخل إطار حزبي جديد يجد كل واحد فيه مكانه كي يساهم بحرية ومسؤولية في بناء مغرب الغد، مغرب المواطنة والتضامن والكرامة والديمقراطية والرخاء والعدالة الاجتماعية". هذا وقد تضمن البلاغ لائحة المسيرين وصفاتهم داخل المكتب الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، فقد أنيطت الأمانة العامة للحزب لحسن بنعدي، ونال أحمد خشيشن منصب نائب الأمين العام المكلف بالعلاقات العامة، أما فؤاد عالي الهمة وعبد الله القادري وأحمد العلمي ونجيب الوزاني وعلي بلحاج ومحمد بنحمو، فجميعهم نواب الأمين العام أعضاء لجنة العلاقات العامة، وتولت خديجة الكور أمانة مال الحزب، وتولى بيد الله محمد الشيخ الشؤون العامة للحزب، وأخذ محمد الحبيب بلكوش الأمور التنظيمية والشؤون القانونية، أما خديجة الرويسي، خديجة حفيظ، نجيبة السرغيني، يمينة شوعو، حكيم بنشماس، فأعضاء المكتب الوطني، صلاح الوديع مهمة الناطق باسم الحزب.