وصف الدكتور منار السليمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط الحديث عن "توحيد اليسار" مجدداً وإحيائه عبر البوابة الثقافية، بأنه "محاولة فاشلة لإحياء كيان أصبح في عداد الأموات"، وقلّل من أهمية "الخطر الأصولي"، لكنه اشترط أن تستمر السلطة والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني في العمل بالتوازي وبتجديد أطروحاتها. "" وأرجع منار السليمي، في تصريحات خاصة ل "قدس برس"، تراجع وضعف شعبية اليسار المغربي إلى نوعية الخطاب السياسي والفكري الذي حافظ عليه. وقال السليمي "من يزور الجامعات المغربية يتأكد عملياً بأنّ أقوى تيار هو التيار الإسلامي، وأنه لا وجود بتاتاً لليسار"، على حد تقديره. واعتبر الأكاديمي المغربي أنّ "الاستمرار في الحديث عن اليسار بالمفهوم القديم هو أقرب للأسطورة، حيث أنّ التواجد اليساري يكاد يكون ميتاً، وبالتالي عودة اليسار من خلال منفذ الثقافة أصبح مستحيلا في المغرب لأنّ اليسار لم يطوِّر أفكاره، وهو يخاطب جيل ما بعد 1975 والمسيرة الخضراء، وهو جيل لا يشتغل بالمشروعية التاريخية وإنما جيل يؤمن بالمشروعية الفعالية"، كما قال. ورأى السليمي أنّ نهاية اليسار وانحساره وضعفه يعود بالأساس إلى كونه كان مشروعاً احتجاجياً شفوياً من دون أي مشروع، وقال "اليسار كله لم يكن له مشروع في المغرب عمل على إنزاله على أرض الواقع، وقد كان عبارة عن خطابات شفوية ولم يقم بإعادة قراءة الفكر اليساري على أساس التحولات. فاليساري عندما يأتي إلى الجامعة يريد مناقشة الاصلاحات الدستورية بينما الإسلامي يناقش الأستاذ على سعر الكتاب ومحتواه".