لا يدعو انحياز فئة من العلمانيين واليساريين إلى حزب العدالة والتنمية إلى الاستغراب في نظر عبد الرحيم العلام، الباحث في العلوم السياسية، لأن الظاهرة ليست عامة، وثانيا لأن الرموز التي تدافع وتساند الحزب لا تصوت في الانتخابات أو ربما تصوت لحزب آخر هو اليسار الاشتراكي الموحد، حسب المتحدث نفسه. ودعا العلام، للنظر في مواقف هاته الرموز، مثل المعطي منجب، وعلي أنوزلا وآخرون، التي وصفها ب"المواقف المنسجمة"، وقال إنها تؤيد وتساند وتدافع عن كل من "يقع ضحية للنظام السياسي"، بغض النظر عمن يكون، سواء كان حزب "العدالة والتنمية" أو جماعة "العدل والإحسان"، أو حتى التيار السلفي. وهذا التأييد الصريح، أو غير المعبّر عنه، حسب العلام، لا يعني أن تلك الفئة من اليساريين والعلمانيين تتقاسم مع حزب العدالة والتنمية، مشروعه السياسي أو قناعاته الإيديولوجية. وإسترسل قائلا :"لو قرأنا مواقف هذه الفئة قبل اليوم، سنجد أنها كانت ضد حزب العدالة والتنمية سنة 2011، لأنها رأت في مواقفه وخطه السياسية تحالفا مع النظام، لكن بعد سنوات من التجربة الحكومية، أظهر هذا الحزب للعلمانيين واليساريين أنه لم يتمخزن، وبسبب ذلك فهو يتعرض للضغوط والتضييق، ومن ثم فقد ارتفعت أصوات تدعو إلى دعمه وتأييده، وتذهب إلى حد الدعوة إلى التصويت له". وبالنسبة إلى العلام ف"الانتخابات ليست حول السلطة، وبالتالي لا تصنع التغيير، بل تكرّس ما هو حاصل أو تعود بنا إلى الخلف".
بناء على ذلك يخلص العلام، إلى أن التيار العلماني اليساري في المغرب منقسم بين ثلاث فئات: دعاة التصويت لحزب العدالة والتنمية، أو دعاة التصويت لحزب الاشتراكي الموحد، أو يقاطع الانتخابات أصلا. وضمن هؤلاء المقاطعين من ذوي المواقف الراديكالية "قد تجد من يساند حزب العدالة والتنمية وقد يدفع المقتنعين باللعبة الانتخابية إلى التصويت له".