كشف العداء الإسباني من أصول مغربية، والمزداد بمدينة طنجة، إلياس فيفا، الفائز ببطولة أوروبا في مسافة 5 آلاف متر، في حوار مع صحيفة "إلدياريو" الإسبانية، كيف رفض الدعوة التي وجهها إليه الاتحاد المغربي لألعاب القوى بعد أن بدأ في الفوز بالألقاب ستة 2013، شارحا في نفس الوقت الأسباب الرئيسية التي جعلت يختار الدفاع عن راية الثور الإسباني بدل "أسود الأطلس". وفي هذا الصدد، أكد إلياس قائلا:"بعد الدعوة كنت صريحا معهم (يقصد الاتحاد المغربي)، شكرتهم، لكن شرحت لهم أنه لا يمكنني اللعب مع المغرب، لأن إسبانيا فتحت أمامي أبواب المستقبل، لهذا لا يمكنني نسيان هذا الجميل"، وأضاف قائلا:"منذ الصغر كنت أرغب في مغادرة المغرب للبحث عن فرص أخرى"، قبل أن يعلنها صراحة بإعادة التأكيد قائلا:"إسبانيا أعطتني كل شيء، فتحت لي أبواب العمل، كما حصلت على وثائق الإقامة (من بعد الجنسية) وبدأت في التدريب، في المقابل المغرب لم يمنحني أي شيء. لا يمكنني ترك إسبانيا". كما أعرب إلياس فيفا عن الدعم الذي يتلقاه من عائلته بالمغرب، والتي تقدم له الدعم المعنوي، في هذا الصدد قال:"والدي سعيدان جدا بما حققته. إذ يعيشان حلما لم يكونا يتوقعانه. كانا دوما في جانبي، ويحفزاني كثيرا، علاوة على انشغالهما بمتابعتي"، إلياس شرح أكثر "كلما رأياني أسهر مشغولا بالهاتف بعد ال10 ليلا يدعواني إلى إغلاق الهاتف والخلود للنوم من اجل الراحة". وبخصوص إمكانية تعرضه لبعض الاستفزازات العنصرية أو أي شيء من هذا القبيل في إسبانيا، أكد إلياس مشيرا:"مسألة العنصرية حاضرة ليس فقط في إسبانيا بل حتى في المغرب"، مضيفا "مثلا عندما بدأت الصحافة في نشر أخبار فوزي ببطولة أوروبا هناك تعليقات تثير أشياء من هذا القبيل.. إرحل إلى بلدك، لست إسبانيا"، قبل أن يردف قائلا:"هناك أناس لا يرغبون في أن أمثل إسبانيا، لكن أود أن يفهموا أنه لا داعي للقلق، لأننا لا نضر البلد (إسبانيا)، بل على العكس نحن نرفع رايتها ونحقق نتائج إيجابية. وفي هذا لا فرق بين أسود وأبيض"، موضحا أنه لا يهتم كثيرا بالتعليقات العنصرية بل فق "أركز على التداريب". إلياس الذي "حرك" إلى إسبانيا في سن ال16 ربيعا تحت شاحنة لنقل البضائع إلى الجنوب الإسباني، أو "الذهب الذي جاء تحت شاحنة"، كم سمته الصحافة الإسبانية، اعترف في حواره المثير مع "الدياريور" أنه خاطر بحياته عندما قرر "الحريك" تحت الشاحنة، لكن قام بذلك من اجل الهروب من الفقر والهشاشة وانسداد الأفاق في المغرب، في هذا قال:"ما قمت به خطير، لكن لم أقم بأي جيد خبيث أو ممنوع. الشيء الذي قمت به هو أنني غامرت بحياتي من أجل ضمان حياة أفضل"، قبل أن يستدرك قائلا:"في الحقيقة لم أؤذ أي أحد، فقط حاولت أن أضمن لنفسي مستقبل أفضل". وبخصوص النجاحات الأخيرة التي حققها قال إلياس إنه يرغب في التركيز على الحاضر، لأنه يعيش أفضل أوقات حياته. من جهة أخرى، أكد إلياس أنه منذ الصغر وهو يحلم بإسبانيا قائلا:"ترعرعت وأنا أفكر في القدوم إلى إسبانيا، لأنني كنت أعرف أنه هنا قد تكون لدي مخططات لتحسين مستوى حياتي، وهو الشيء الذي لا يمكن في المغرب". قبل أن يؤكد أنه حط الرحال في برشلونة في سن 16 ربيعا، وقضى بعض الأيام يتجول تائها في شوارع كتالونيا، قبل أن توقفه شرطة كتالونية وتأخذه إلى مركز إيواء القاصرين، هناك تغيرت حياته رأسا على عقب، في هذا يؤكد:"في الحقيقة تعاملوا معي بشكل جيد، ساعدوني على الحصول على الوثائق."