تواصلت أطوار محاكمة الإيطالية من أصل مغربي، فرانشيسكا إماكولاتا شوقي، ومن معها، فيما بات يعرف بقضية "فاتيليكس 2". وطالب المدعي العام، في محكمة الفاتيكان، بإنزال عقوبات ثقيلة على المتهميْن الرسميين في القضية، وهما المغربية فرانشيسكا شوقي، والقديس الإسباني الأب "لوتشو انجيل فاليخو بالدا"،ولأنهما حسب المدعي، "خانا الثقة التي وضعها فيهما البابا فرانسيس". وناشد المدعي العام، في المحكمة، الحكم على الأولى بالسجن النافذ ثلاث سنوات وتسعة أشهر، وللثاني ثلاث سنوات و شهر واحد سجنا نافذا. وبحسب محاضر المتابعة، فالمغربية والقديس الإسباني "سربا ملفات لصفقات مشبوهة تكشف عن تلاعبات خطيرة في الأموال الضخمة التي تحصل عليها الكنيسة، وفي الصفقات التي يتم عقدها مع شركات بطرق ملتوية وغير شفافة". هذه الوثائق تضمن بعضا منها كتابٌ أصدره الصحفي، جان لويدجي نوتسي، بعنوان "درب الصليب"، ثم كتاب أخر بعنوان "الجشع" للصحفي، وهما بدورهما متابعان في القضية. ويتابع قضاء الفاتيكان إضافة إلى المغربية، والقديس الإسباني، صحفيين إيطاليين، و أشخاص آخرين بتسريب وثائق سرية خطيرة من داخل الفاتيكان وخيانة ثقة البابا فرانسيس. ويبدو أن الإنتقادات التي وُجهت للفاتيكان بخصوص التضييق على الصحفيين، وحرية الصحافة، أتت أكلها، حيث دعا المدعي العام، إلى تبرئة الصحفي "إميليانو فاتيبالدي" لعدم كفاية الحجج، بينما طالب بإدانة زميله "نونتسي" بالسجن لسنة واحدة مع وقف تنفيذ العقوبة. وحضرت المغربية شوقي إلى قاعة المحكمة وهي مرفوقة بمولود وضعته في الآونة الاخيرة، وقالت فرانشيسكا في صفحتها الشخصية على فيسبوك، أنها حملت معها رضيعها لأن مصيره مرتبط بالحكم الذي سيصدره القضاء ضدها. وكانت فرانشيسكا شوقي، قد عُينت سنة 2013، رغم سنها المبكر ضمن لجنة كلفها البابا فرانسيس شخصيا، بإعادة هيكلة مالية الفاتيكان بعد تسريبات كشفت تلاعبا وفسادا كبيرا في صفقات أكبر المؤسسات المسيحية في العالم. غير أنها إعتُقلت في شهر نونبر من سنة 2015 بعد تفجر قضية "فاتليكس2″،قبل أن يقرر قضاء الفاتيكان متابعتها في حالة سراح. وحصلت "ضابطة أموال البابا" على الإجازة في الحقوق من جامعة لاسابيينسا بروما، وبعدها إشتغلت كمستشارة مالية في العديد من المؤسسات المالية والقانونية الكبرى، قادتها تجاربها العملية إلى التعرف على كورّادو لانينو، وهو احد الذين يشتغلون في ميدان المعلوميات والمعروفين في الفاتيكان وتوجت علاقتهما بالزواج سنة 2004.