"لقد كان خطأً تعيين المونسينيورأنجيل فاليخو بالدا وفراشيسكا شوقي في لجنة إعادة هيكلة ماليةالفاتيكان"، هكذا صرح البابا فرانسيس للصحافيين الذين رافقوه وهو داخل الطائرة التي كانت تقلّه للعودة إلى الفاتيكان بعد رحلة قادته إلى مجموعة من الدول الإفريقية. وبهذا التصريح يكون البابا قد حمّل نفسه جزء من المسؤولية في ما وقع بعد تفجر ما أصبح يطلق عليه "فاتيليكس2″ وتسريب وثائق سرية. تسريب الوثائق السرية وإفشاء أسرار دولة الفاتيكان نتج عنه متابعة القديس الإسباني المونسينيور بالدا والمغربية شوقي أمام القضاء، الأول في حالة اعتقال والثانية في حالة سراح وسبق واعتُقلت بدورها، لكن تم الإفراج عنها لانها أكدت أنها ستتعاون مع القضاء ولأن إمكانية فرارها غير واردة. كما يتابع في هذه القضية أشخاص آخرون بينهم صحفيان هما، جان لويدجي نوتسي مؤلف كتاب "درب الصليب"، وإميليانو فاتّيبالدي مؤلف كتاب آخر بعنوان "الجشع". وهما كتابان يتضمنان حقائق وأسرار تنشر للمرة الأولى وتسلط الضوء على الفساد المالي وعلى ما يجري داخل أكبر المؤسسات المسيحية في العالم. وللرد على الذين ينتقدون الكنيسة ويتهمون بعض رموزها بالفساد، قال البابا إنه سيواصل العمل الذي بدأه سلفه وذلك ب" تطهير الكنيسة". وعن سؤال حول طريقة تعرفه على المغربية شوقي التي عينها داخل لجنة ذات أهمية بالغة كلجنة إعادة هيكلة ماليةالفاتيكان، أجاب البابا إنه لم يعد يتذكر بتفصيل كيف تعرّف عليها، لكنه أشار إلى أن المونسينيور فالدا قد يكون هو من قدّمها له أول مرة. وجرى في انطلاق المحاكمة تبادل للتهم بين المغربية والقديس الإسباني المعتقل، والذي يعتبر أحد المتهمين الرئيسيين في قضية تسريبات "فاتليكس 2″، حي نُقل عن الأخير قوله إنه يتعرض للإبتزاز من طرف شوقي التي أكد إنها تعمل مع المخابرات الصينية، وهي التصريحات التي ردت عليها الأخيرة ب"أنها سخيفة". من جهة أخرى، اعتبرت المغربية شوقي أن أكبر خطأ إرتكبته في حياتها هو قبولها العمل ضمن اللجنة التي عينها البابا، والتي تشكل أحد أعضائها في يوليوز 2013. وفجرت يومية "كورييري ديلا سيرا" قضية أخرى تتابع فيها المغربية المثيرة للجدل، حيث نشرت في عددها ليوم أمس أن فرانشيسكا شوقي، بالإضافة إلى زوجها ومدير بنك، سيتم التحقيق معهم من قبل محكمة روما في قضية تتعلق بابتزاز عدة شخصيات، وعلى رأسها "باولو برلسكوني " أخ رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو برلسكوني. التهمة الجديدة كشفتها تسجيلات هاتفية يستشف منها كون فرانشيسكا شوقي تبادلت اتصالات هاتفية كثيرة مع باولو برلسكوني رئيس جريدة "إيل جورنالي"، إذ إشتكت إليه من مقالات كثيرة نشرتها الجريدة بقلم صحفي مختص في شؤون الفاتيكان على صفحات الجريدة التي تملكها عائلة برلسكوني، والتي تعتبر لسان حال حزب "إلى الامام إيطاليا " الذي يرأسه السياسي الإيطالي سيلفيو برلسكوني. وواصلت شوقي ضغوطها بالإتصال برئيس التحرير "أليساندرو سالوستي" ثم بالصحفي المختص في الفاتيكان، لكن كل مجهوداتها ذهبت سدى لتقرر التصعيد وتغيير لغتها، فهددت الجريدة بأنها تتوفر على أدلة قد تخلق متاعب قضائية لسيلفيو برلسكوني وشركاته وبأنها سوف تضعها في متناول العدالة. ويمكن القول إن قضية تسريبات الفاتيكان قضية معقدة ومتشعبة يختلط فيها ما هو سياسي بما هو ديني وبما هو مالي، وتتصارع فيها لوبيات مختلفة. وكما قالت فرانشيسكا شوقي في تصريح تلفزي يوم أمس : "ما خرج للعلن يشكل فقط الثلث من حقيقة ما يجري" وراء أسوار أحد أكبر المؤسسات الدينية تأثيرا في العالم.