قامت قوات الدرك بدولة الفاتيكان يوم أمس (الإثنين) ، وبإذن من البابا فرانسيس شخصيا، بإعتقال شخصين على خلفية تسريب وثائق سرية من الفاتيكان أو ما اصطُلح عليه إعلاميا ب"فاتيليكس". ويتعلق الأمر بكل من : المونسينيور أنجيل فاليخو فالدا، مواطن إسباني من موالد سنة 1961 ، خبير في علم الأديان ورئيس "هيئة تنظيم ومعالجة الهياكل الإقتصادية والإدارية "، والمواطنة الإيطالية من أصول مغربية "فرانشيسكا شوقي"، التي تشتغل بدورها كعضو في الهيئة السابقة. ووجهت لشوقي وشريكها تهمة "تسريب اخبار ووثائق سرية يمنع القانون إخراجها من داخل إدارة الفاتيكان"، وهي تهم تتراوح عقوبتها بين 4 و 8 سنوات. هذا وأمر القضاء في الفاتيكان بعد ذلك بإطلاق سراح المغربية شوقي ومتابعتها في حالة سراح، بينما قرر الإحتفاظ بالشخص الآخر. وعزت محكمة الفاتيكان إطلاق سراح الحسناء المغربية اولا لكونها أبدت إستعدادها التعاون مع المحققين، وكذلك لأن إمكانية هروبها من العدالة غير واردة. وقد عينت للدفاع عنها المحامية جوليا بونجورنو. هذه الاخيرة صرحت تعليقا على إطلاق سراح موكلتها بأن استعدادها التعاون مع القضاء "ليس معناه كونها تعترف بانها مذنبة، بل انها بكل بساطة تضع رهن إشارة القضاء معلومات ستساعده على كشف الحقائق…". وأضافت ذات المتحدثة : " موكلتي عادت إلى منزلها وفي الأيام القليلة المقبلة ستخرج إلى العلن لتوضح حقيقة هذه القضية..". وللتذكير، فإن الحسناء المغربية فرانشيسكا شوقي إزدادت في منطقة كالابريا بأقصى جنوبإيطاليا، وتحديدا ببلدة سان سوستي، وذلك سنة 1983 من أم إيطالية وأب مغربي يحمل أيضا الجنسية الفرنسية. حصلت على الإجازة في الحقوق من جامعة لاسابيينسا بروما، وبعدها إشتغلت كمستشارة مالية في العديد من المؤسسات المالية والقانونية الكبرى، قادتها تجاربها العملية إلى التعرف على كورّادو لانينو، وهو احد الذين يشتغلون في ميدان المعلوميات والمعروفين في الفاتيكان وتوجت علاقتهما بالزواج سنة 2004. سنة 2013، كانت سنة حاسمة في تاريخها، إذ سيتم إستقبالها من طرف البابا فرانسيس شخصيا، وعلى هامش الفضائح المالية التي تشهدها مالية الفاتيكان، عينها ضمن لجنة تتكون من ثمانية أفراد، وذلك لأجل تدبير أحسن وشفاف لمالية احدى أكبر المؤسسات الدينية في العالم. واشتهرت شوقي بمواقفها المثيرة للجدل وبتغريداتها على موقع تويتر، والتي تعبر فيها عن مواقف معارضة ومنتقدة للمثلية الجنسية وتثير تغريداتها ضجة كبيرة في مواقع التواصل الإجتماعي. وليست هذه المرة الأولى التي تم فيها تسريب وثائق سرية من الفاتيكان، فقد سبق وأن شهدت سنة 2012 "فاتليكس" اول ، حين تم إعتقال احد الخدام الشخصيين للبابا بينديكت 16، وذلك بعد صدور كتاب يحمل عنوان "قداسته " ويحتوي وثائق سرية تكشف محسوبية وفسادا داخل مؤسسات الفاتيكان .الوثائق سربها الخادم حسب التحقيقات.وهناك من يذهب إلى أن هذه التسريبات الأولى هي التي كانت السبب الرئيسي الذي ادى بالبابا بينديكت السادس عشر إلى الإستقالة في خطوة مفاجئة لم تشهدها الكنيسة الكاثوليكية منذ أكثر من 600 عام. ويمكن القول ان التاريخ يعيد نفسه، إذ ان اتهام المغربية شوقي و"شريكها" الإسباني بتسريب الوثائق جاء على بعد يومين فقط من نشر كتاب لنفس مؤلف كتاب "قداسته"، وسيحمل الكتاب الجديد هذه المرة عنوان "درب الفاتيكان" وهوكتاب سيكشف خبايا أخرى من داخل أكبر المؤسسات الكاتوليكية في العالم . الكتاب من توقيع الكاتب والصحفي جان لويدجي نوتسي".