في ظل الصراع غير المعلن بين القوى العظمى للهيمنة على مضيق جبل طارق الذي يعتبر موقعا استراتيجيا أمنيا وتجاريا، والخوف الإسباني من تطور القدرات العسكرية للمغرب، كشف موقع "الكوريو" الإسباني أن الولاياتالمتحدةالأمريكية كانت تسعى في عهد وزيرة الخارجية السابقة ما بين 2009 و2013، هيلاري كلينتون، صديقة المغرب والمرشح بقوة لخلافة أوباما في البيت الأبيض، إلى جعل من المغرب قاعدة عسكرية لمواجه تزايد تهريب المخدرات (الحشيش والكوكايين وغيرها) والتهديدات الأمنية في الشمال الأفريقي، من خلال نقل مروحيات عسكرية أمريكية من أفغانستان وباكستان إلى إحدى القواعد العسكرية بالمملكة، غير أن هيلاري كلينتون تراجعت عن تلك الخطوة بعد تدخل إسبانيا التي طلب منها جلبها إلى قاعدتها العسكرية "مورون" التي تبعد عن مدينة أشبيلية ب56 كيلو مترا. هذه المعلومات التي خرجت إلى العلن لم ينفيها وزير الخارجية الإسبانية، خوسي مانويل غارسيا مارغايو، الذي أوضح، يوم الثلاثاء الماضي، لإذاعة "كادينا سير" أن إسبانيا تدخلت من أجل إقناع هيلاري كلينتون بجلب تلك المروحيات إلى إسبانيا عوض المغرب، نظرا لما أسماه أنه الخيار الأكثر منطقية. مارغيو أوضح أن تلك المروحيات التي تهدف إلى محاربة تهريب المخدرات في الشمال الإفريقي من المرجح أن تتخذ من القاعدة العسكرية "مورون" بأشبيلية مركزا لمختلف العمليات التي تقوم بها، نظرا لأن القاعد تستعمل بالتشارك مع الولاياتالمتحدة. تجدر الإشارة إلى أن الجارة الشمالية لا تنظر بعين الرضا إلى أي خطوة عسكرية تقوم بها الدول العظمى من شأنها تقوية القدرات الحربية للمملكة، كما تسعى من خلال كسب دعم الأمريكان إلى تحويل قاعدة "مورون" إلى أكبر قاعدة عسكرية بالمنطقة.