بعد أسبوع، من محاكمة أربعة جهاديين مغاربة هددوا الملك محمد السادس في أجواء طبعتها السرية، تمت نهاية، الأسبوع الجاري، محاكمة جهاديين مغاربة آخرين- في إطار المحاكمة السريعة ل"وقف" الاختراق الداعشي للمغاربة في إسبانيا والشمال المغربي- ينتمون إلى ثلاث خلايا جهادية تابعة للتنظيم الإرهابي "داعش" كانت تنشط بين المغرب وإسبانيا، حسب ما أوردته، اليوم الأحد، صحيفتا "إلباييس" و"إلموندو" الإسبانيتان ومواقع أخرى. المصادر ذاتها كشفت أن إحدى الخلايا الثلاث، التي كانت تنشط في شمال المملكة، والتي جعلت من مدينة سبتةالمحتلة قاعدة لها، قامت بتجنيد شابات وقاصرين مغاربة، إذ كانت تقوم بانتقاء اللواتي (المجنَّدات) يعانين من مشاكل عقلية أو نفسية أو اجتماعية، كما نَقلت جهاديتين مغربيتين، في دجنبر 2014، من مدينة سبتة إلى "مارتيل" بعد تدريبهما على استعمال السلاح، للتعرف على جهاديات أخريات، في أفق إرسالهن إلى سوريا، غير أن المصادر لم تحدد مصير الشابتين بعد وصولهما إلى مارتيل. وأكثر من ذلك، فتسريبات محاضر القاضي الإسباني، إليو باليسكو، في المحكمة الوطنية الإسبانية، تؤكد أن الخلية، التي يقودها الجهادي المغربي محمد يوسف طويلب، والتي فككت في 21 يونيو 2013، قامت بعمليات تجنيد واستقطاب بمدينتي الفنيدق ومارتيل (تطوان)، متهما إياها بتجنيد المقاتلين المغاربة والإسبان الأوائل، الذين سافروا إلى سوريا للدفاع عن راية البغدادي، والذين تشير المحاضر نفسها إلى أن معظمهم لقوا حتفهم هناك. وكشفت المحاضر القضائية، أيضا، أن الجهادي محمد يوسف المعتقل في إسبانيا، كانت تربطه علاقات بالجهادي المغربي الآخر عبد العزيز المحدالي، مؤسس كتيبة طارق بن زياد التابعة إلى "داعش"، والتي تتشكل من الجهاديين المغاربة. كما أن القاضي الإسباني حذر من كون هذه الخلية، التي ينتمي إليها محمد يوسف، لاتزال تتوفر على أفراد إرهابيين آخرين تُجهل هويتهم، وأنهم لايزالوا يجندون لصالح "داعش". وعلى صعيد متصل، تمت محاكمة الخلية الثانية، التي تضم المغربيين مصطفى توزاني، وخاله "عبد الرحمان ل"، بتهم تجنيد مغربيات وإسبانيات، في مدينة برشلونة، عبر صفحة على النيت، تسمى "إصدارات"، قبل أن يتم حجبها بعد اعتداءات باريس في 13 نونبر الماضي، لإرسالهن إلى سوريا والعراق. كما تُتابع مغربية أخرى، تسمى مريم الحيادي، تنتمي إلى خلية ثالثة بتهم التجنيد والاستقطاب والدعاية لصالح "داعش" عبر "فايسبوك" في أفق إرسالهن إلى سوريا. وعلى غرار الجهاديين المغاربة الأربعة، الذين تمت محاكمتهم، الأسبوع الماضي، توضح المحاضر القضائية الإسبانية أن المغاربة الأربعة، الذين تمت محاكمتهم أيضا، نهاية الأسبوع الجاري، لديهم ارتباطات بالجهادي المغربي أشرف جويد، المعروف ب"أبو أنس الأندلسي"، والذي لا يزال يستغل من سوريا والعراق علاقته من أجل استقطاب وتجنيد مغاربة، وإسبان على حد سواء.