فارقت اليوم الحياة في إحدى مصحات مدينة الدارالبيضاء، فاطمة أوفقير، أرملة الجنرال محمد أوفقير، أحد اقوى واشهر الجنرالات الذين عرفهم عهد الملك الراحل الحسن الثاني وفيما تؤكد الروايات التاريخية ضلوع الجنرال في المحاولات الانقلابية التي كادت تطيح بالحكم الملكي في المغرب بداية السبعينيات، فإن الراحلة فاطمة أدت ثمنا غاليا بعد الرحيل الغامض للجنرال أوفقير. فاطمة قضت قرابة عشرين عاما من الأسر والقهر في دهاليز تحت أرضية، بسبب اللعنات التي ظلت تطارد أسرة الجنرال وعدم غفران الملك الراحل ما شعر به من خيانة للثقة من جانب الجنرال. عن سن 75 سنة رحلت فاطمة أوفقير اليوم، بعدما قضت النصف الاول من حياتها ملكة غير متوجة في ظل النفوذ السياسي الكبير الذي كان يتمتع به الجنرال أوفقير، وما كانت تتمتع هي من هيمنة واضحة على عقل وقلب زوجها. فيما انقسم النصف الثاني بين عقدين من الأسر والعذاب، وعقدين آخرين من الشكوى. بعدما احتاجت هي وأبناءها الى حملة إعلامية دولية قوية لتتمكن من الخروج من القبو الذي احتجزهم فيه الحسن الثاني، وذهبت الى فرنسا لاجئة، عادت فاطمة أوفقير لتقيم في مدينة مراكش، وتصدر كتابها الشهير "حدائق الملك" الذي روت فيه تفاصيل محنتها. الراحلة عاصرت ثلاثة ملوك، ابتداء من محمد الخامس وانتهاء بمحمد السادس، ورغم كل ما قاسته من انتقام، قالت لحظة رحيل الحسن الثاني عام 1999، إنه كان رجلا وطنيا وظل يشتغل بجد الى آخر لحظة من حياته، وأكدت أنها كانت ستقول فيه شيئا آخر، لولا أنه مات في مرحلة من الضعف.