خلص تقرير أصدره حديثا المعهد الملكي الإسباني "إلكانو"، حول الإرهابيين في إسبانيا والشمال المغربي، إلى أنه في ظل التهديدات والتحديات الأمنية التي تواجه المنطقة، يبقى التعاون والتنسيق الأمنيان بين مصالح الاستخبارات المغربية ونظيراتها الإسبانية حاسما في الوقاية وتجنب الاعتداءات الإرهابية في الداخل والخارج. التقرير الذي أنجزه الخبيران في الإرهاب والجهادية، فيرناندو ريرناندو ووكارولا غارسيا كالفو، حذر من تحول الشمال المغربي إلى بؤرة للجهادية، خاصة مدن الفنيدقوسبتة ومليلية، التي أصبحت "نقاطا سوداء" للتجنيد والاستقطاب، مشيرا إلى الدور الكبير الذي لعبته شبكة الأنترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي في تجنيد العديد من أبناء هذه المدن، الذين تحولوا إلى قياديين ومقاتلين وانتحاريين في صفوف "جبهة النصرة" في البداية، قبل أن يلتحقوا ب"داعش" من بعد، ضاربا المثل بابن الفنيدق محمد حمدوش (28 عاما)، والمعروف ب كوكيتو، الذي تشير تقارير استخباراتية إلى أنه لقي مصرعه العام الماضي في سوريا، بالإضافة إلى ابن الفنيدق الآخر، رشيد وهبي، الذي نفذ هجوما انتحاريا بشاحنة كان يقودها في سوريا، ضد ثكنة عسكرية تابعة للنظام السوري، والذي قتل على إثره 130 شخصا. على صعيد آخر، حذرت تقارير إعلامية نقلا عن مصادر أمنية، من التهديدات الأمنية التي يشكلها حي "الأمير ألفونسو" على المغرب وإسبانيا، باعتباره "مشتلا" للجهادية في الشمال المغربي على غرار حي مولنبيك بأوروبا. في هذا الصدد، وضع موقع "إستريا ديجتال"، في مقال تحليلي له، حي "الأمير" باعتباره أول مصدر تهديدي بشمال المغرب وإسبانيا، بعد حارتين أخريين في مدريد وبرشلونة، موضحا أنه في 2016 تم اعتقال 20 جهاديا مشتبها فيه في الحي، أي 90 في المائة من الاعتقالات بالمدينة تمت في هذا الحي. كما أدرج تقرير إعلامي أيضا لصحيفة "لاإنفورماثيون"، حي "الأمير" بمدينة سبتةالمحتلة ضمن الأحياء الخمسة الأكثر تهديدا للاستقرار في أوروبا والمغرب، إلى جانب كل من حي "مولنبيك" ببلجيكا، الذي "فرّخ" أغلب الجهاديين الذين يشتبه في تنفيذهم اعتداءات باريس وبروكسيل الأخيرة، وحي "Roubaix" بفرنسا، وحي "Secondigliano" بإيطاليا، وحي "Rosengård "، بالسويد.