حذر تقرير صدر الأسبوع الماضي عن المعهد الإسباني للدراسات الاستراتيجية، التابع لوزراة الدفاع الإسبانية، من تنامي ظاهرة «التطرف الفوري» بين الشباب البالغ ما بين 18 و35 عاما، مما يرشحهم لتدعيم صفوف الجماعات الإرهابية، خاصة تنظيم الدولة في العراق والشام في ظرف وجيز. وأشار التقرير نفسه إلى أن الشباب يتعرضون «لتطرف فوري»، في أسابيع قليلة، عبر الأنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، ليصبحوا بذلك مستعدين للقيام بهجمات إرهابية داخل التراب الوطني أو السفر إلى سورياوالعراق للانضمام إلى صفوف الدولة الإسلامية. في السياق نفسه، أشار التقرير إلى أن التطرف الفوري لا يستهدف شريحة اجتماعية بعينها، بل يمكن أن ينتشر وسط الأغنياء كما الفقراء، وفي البوادي كما في المدن، بل أكثر من ذلك، قد يمس المسلم وغير المسلم، علاوة على أن التطرف الفوري – حسب التقرير- لم يعد مقتصرا على الشباب الذكور، بل حتى النساء وأسر بأكملها. في هذا الصدد، قدم التقرير حالة المغربي محمد حمدوش المعروف ب»كوكيتو»، الذي ينحدر من مدينة الفنيدق، يقاتل حاليا في صفوف تنظيم الدولة في سوريا كنموذج بارز للتطرف الفوري، مشيرا إلى أنه «تحول إلى رمز ونموذج حي وبارز للتطرف والمخاطر التي تترتب عنه». وفي علاقة بالمغربي «كوكيتو»، ذكر التقرير كيف أنه تحول من مواطن عادي «كان يُسيِّر متجرا صغيرا في إحدى الأسواق، ويشتغل كميكانيكي في بعض الأحيان في مدينة الفنيدق المجاورة لمدينة سبتةالمحتلة، حيث قضى هناك حياة هادئة بدون انتظارات، وبعيدا عن الأضواء. وبعد التطرف، انتقل من لا شيء إلى بطل الجهادية، مهددا بذلك بلدانا بأكملها». وأضاف التقرير أن «كوكيتو» تحول في شهور قليلية من شخص غير معروف، إلى إحدى أيقونات الدولة الإسلامية بسبب الفضاعات التي ارتكبها من خلال صوره في وسائل التواصل الاجتماعي وهو يقطع رؤوس ضحاياه. يُذكر أن ظاهرة التطرف الفوري، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت من أكبر التحديات التي تواجه مصالح الاستخبارات المغربية والإسبانية في الآونة الأخيرة، إذ إنه تم في إسبانيا مؤخرا اعتقال فتاتين مغربيتين تبلغان على التوالي 18 و19 سنة، علاوة على مجموعة من العمليات المشتركة بين البلدين، والتي مكنت من تفكيك مجموعة من الخلايا الإرهابية.